رفضت مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» (اليمين المتطرف) لانتخابات الرئاسة الفرنسية مارين لوبن الامتثال لاستدعاء الشرطة لها من أجل الاستماع الى أقوالها في قضية وظائف وهمية تطاول اثنين من العاملين معها، بحجة مواجهتها عملية تلاعب قضائي في سياق حملتها الانتخابية. وتلقت لوبن الاستدعاء لدى عودتها ليل الثلثاء الماضي من زيارة نفذتها الى لبنان، وقال محاميها رودولف بوسلو إنها «ترفض تلبية أي استدعاء قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية في نهاية نيسان (ابريل) ومطلع ايار (مايو) المقبلين، ثم الانتخابات الاشتراعية في حزيران (يونيو). ويناقض الرفض تكرار لوبن في السنوات الأخيرة ضرورة احترام أجهزة الشرطة والأمن، ويعني أن ما يجب أن يطبق على سائر الفرنسيين لا يطبق عليها. وكانت الشرطة أحالت كاترين اريزيه، مديرة مكتب لوبن، وحارسها الشخصي تييري ليجيه الى التحقيق بتهمة تقاضي أجور قيمتها 339 الف يورو عن تنفيذهما «وظائف وهمية» في البرلمان الأوروبي الذي تشغل لوبن أحد مقاعده، فيما يعملان فعلياً في حزبها. وأكدت لوبن سابقاً أنها لن تكترث لتحقيقات هذه التهمة التي تستند الى طلب من هيئة مكافحة الفساد التابعة للبرلمان الأوروبي، وستمضي في ترشحها لرئاسة فرنسا حتى اذا أحالها قضاء بلادها الى التحقيق. وليس ذلك المرة الأولى التي ترفض فيها لوبن استدعاء من الشرطة، اذ امتنعت عام 2012 عن التعاون في تحقيق بتهمة تلاعب في حساب حملة الانتخابات الاشتراعية للجبهة التي أحالت اثنين من اعضاء الجبهة أمام محكمة الجزاء. وتذرعت لوبن حينها بأنها تخوض حملة انتخابات المناطق، فيما لا يستطيع القضاء اتخاذ اي إجراء عقابي في حقها باعتبارها تتمتع بحصانة برلمانية كونها نائباً اوروبياً، ما يعني ان ملاحقتها تستدعي تقديم طلب الى البرلمان الاوروبي لرفع الحصانة عنها. ولا يتوقع أن يؤثر الاستدعاء على أنصارها المناهضين للاتحاد الأوروبي، والذي تعتزم سحب فرنسا منه إذا فازت بالرئاسة. وقالت خلال مؤتمر دولي في باريس أمس: «حان وقت الانتهاء من الاتحاد الأوروبي الذي ينفذ عملية دمج تقضي على أمم أوروبا». وتابعت: «كان يجب أن نضع منذ زمن طويل حداً لهذا الوحش البيروقراطي والشمولي الذي يقزّم فرنسا ويفصلها عن العالم». وزادت: «أرحب بولادة الشعوب الأوروبية ضد الاتحاد، من أجل أوروبا كقارة»، في إشارة الى قرار البريطانيين في حزيران (يونيو) الماضي الخروج من الاتحاد (بريكزيت)، و «سنبني أوروبا أخرى، مع الحرص على إشراك «فرنسا في خدمة عالم متعدد الأقطاب». ونددت ب «استراتيجية المغامرة لدى الولاياتالمتحدة»، مشيدة ب «الواقعية وإرادة التغيير» لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشددة على أن روسيا «عنصر حاسم في ميزان القوى الذي يستطيع تهدئة العولمة». وأكدت مجدداً التزامها حماية «المصالح الوطنية» فوق كل اعتبار، ونددت بسيطرة المؤسسات الدولية، و «التهديدات» التي تشكلها حركات الهجرة.