مع بدء العد العكسي لمفاوضات جنيف، المقررة يوم 23 من الشهر الجاري، واصلت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض تحضير ملفاتها في إسطنبول، استعدادا للمشاركة بهذه الجولة، بعد مقاطعتها السياسية لاجتماع آستانة الأخير، لأنه لا يخدم العملية السياسية. وفي ختام الاجتماعات التي عقدتها على مدار يومين وبحثت خلالها مسارات التفاوض التي أعلنها المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا، مؤخرا، أكدت المعارضة السورية على مرجعية «جنيف1» في المفاوضات، إلا أنها شددت على أولوية الانتقال السياسي في مسارات التسوية كبند أساسي لا نقاش فيه. وحسب تقارير فإن المعارضة السورية وتركيا لا يتوقعان أي اختراقات جدية في النسخة الرابعة من اجتماعات «جنيف» إلا أن أنقرة تؤكد مواصلتها العمل على الحل السياسي للحيلولة دون مزيد من نزف الدم السوري. وستذهب المعارضة السورية بوفد موحد إلى اجتماع جنيف الذي يتوقع أن يكون هذه المرة أكثر شمولية من حيث المواضيع والبنود المدرجة على بساط البحث، خاصة فيما يتعلق بالتسوية السياسية خلال فترة ستة أشهر، بإنشاء هيئة حاكمة جديدة، إضافة للدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب. منتصف العصا ستحاول المعارضة السورية بدعم تركيا إمساك عصا المفاوضات من الوسط، ولكن طبقا للخبراء فإن من يجمع النقاط أكثر في ميدان المعركة سيكون الأقدر على فرض شروطه على طاولة المفاوضات السياسية. ويرى مراقبون سياسيون، وجود متغيرات لافتة يجري إنضاجها في أروقة المعارضة السورية، تشير جميعها إلى أن المعارضة تقف على أبواب مرحلة جديدة بخصوص مقاربتها للأزمة السورية ستتضح معالمها في الأيام المقبلة. وكانت الاجتماعات قد بحثت عددا من الأوراق التي يجري العمل عليها، وتتضمن مسارات التفاوض التي أعلن عنها دي ميستورا، والتي تشكل جدول أعمال الجولة الجديدة من التفاوض وتتضمن القضايا المتصلة بإنشاء هيئة حاكمة جديدة خلال ستة أشهر، إضافة إلى الدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب وتدابير بناء الثقة. تحركات دي مستورا كان دي ميستورا قد التقى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب في الرياض، أول من أمس، في إطار الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات السورية بجنيف الخميس المقبل. وبحث اللقاء الذي عقد بحضور أعضاء آخرين من الهيئة العليا التابعة للمعارضة السورية مستجدات الأزمة السورية، وتسريع المفاوضات المقبلة في جنيف. وقال عضو الهيئة العليا، منذر ماخوس، إن اللقاء تناول التحديات المطروحة، وطريقة التعامل معها في جولة جنيف المقبلة، وأضاف أن الهيئة العليا للمفاوضات قامت بعرض وجهات النظر للأزمة، وتصورها للآليات وكيفية الخروج من الإشكالات القائمة، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك الكثير من الأمور المستجدة في هذا اللقاء، باستثناء تقييم ما يتعلق بالتوازي أو التراتب في مناقشة المحاور المطروحة في العملية السياسية، وبحث مسألة تمثيل المعارضة في الجولة القادمة. يذكر أنه في ختام الجولة السابقة، أكد المبعوث الدولي إلى سورية على ضرورة تشكيل وفد موحد للمعارضة يضم بالإضافة إلى الهيئة العليا- منصتي القاهرة وموسكو.