تسنى لي من قريب زيارة هذه الدولة في جولة خاطفة للاطمئنان على أحد الأبناء المبتعثين هناك وضعت تصورات وقراءات متعددة لهذه الجولة من خلال مواقف مرت بي سأترك لك عزيز القارئ الحكم عليها. الموقف الأول: أثناء مروري بالبيت الأبيض لمشاهدة هذا الصرح، إضافة إلى مركز الكونجرس الأميركي خشيت فوات وقت الصلاة فأديتها جانباً على الرصيف، وبعد الفراغ من الصلاة جاءتني امرأة مسرعة سألتني عن جنسيتي، ثم أخبرت بأنها عملت في دولة قطر الشقيقة لمدة أربع سنوات، وبدا عليها التأثر من خلال إقامتها في هذه البلاد الخليجية، ثم أبدت اعتذارها الشديد عن السياسة الأميركية الحالية المصادمة للمسلمين لتؤكد بهذا الاعتذار أن الشعوب ترغب في حوار الحضارات، وليس كما يعتقد صامويل هينجتون بأن القادم هو صدام الحضارات. الموقف الثاني: أثناء لقائي بالمبتعثين في أمسية جميلة تخللتها المشاعر الدافئة مع نخبة من أبناء الوطن أدركت مدى قيمة هذا البرنامج الجميل والفوائد المتعددة من الابتعاث، سأذكر منها بعض الفوائد على سبيل المثال لا الحصر، فتحقيق الوحدة الوطنية بتجانس أبناء المناطق السعودية جميعاً وتعاونهم المثمر أكاديمياً واجتماعياً على قلب واحد كإحدى المشاهدات التي أثلجت صدري، إضافة إلى الاهتمام العلمي فائق الجودة، والذي ستنعكس آثاره بعد عودة نخبة مؤهلة ستعمل نقلة نوعية في البلاد وتحقيق تطلعات الرؤية المباركة 2030 لنكون في مصاف العالم المتقدم. الموقف الثالث: عند ذهابي إلى مدينة نيويورك تذكرت أثناء جولة في ال Time square حادثة 11 سبتمبر، وكم كان لها الأثر في تشويه صورة الإسلام الذي يدعو إلى الحكمة في نشر تعاليمه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وأسفت إلى الفهم الخاطئ لدين الرحمة والسلام. عزيزي القارئ... إن التعايش مع الآخر وتقبله وإندماج الثقافات مرحلة زمنية حتمية في العصر الحديث إذا أردنا تبليغ الرسالة المحمدية بأسلوب تقبله المجتمعات الأخرى.