اعترف محلل سياسي دنماركي بتزايد نزعة العداء للإسلام في بلاده، وقال راسموس بريغز، في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن كثيرا من مظاهر الإسلاموفوبيا في كوبنهاجن تتستر بستار «حرية التعبير»، الذي يتخذه الكثيرون ذريعة لمهاجمة الإسلام والمسلمين. وعدّد كاتب العمود، راسموس بريغر، مظاهر هذا العداء في مناقشة البرلمان الدنماركي منع الصلاة في المدارس والجامعات في البلاد، ومطالبة حزب الشعب، ثاني أكبر حزب في البرلمان للمهاجرين بالاحتفال بأعياد المسحيين لإثبات ولائهم للدنمارك، إضافة إلى طلب بلدية مدينة راندرس من المقاصف في المدارس الحكومية بتقديم لحم الخنزير للتلاميذ. وأبدى بريغز تعجبه من السبب الرئيسي وراء تلك الإجراءات، مشيرا إلى أن بلاده هي أقل الدول الأوروبية التي عانت من عمليات إرهابية نفذها متشددون مسلمون، لكنها تشعر بقلق يرجع إلى 12 سنة مضت، منذ أن نشرت إحدى صحفها رسوما مسيئة إلى الإسلام 2005، وهو ما أشعل ردود فعل عنيفة في عدد من الدول الإسلامية آنذاك. تزايد التشدد أشار الكاتب إلى أن نزعة العداء للإسلام تتسع في الدنمارك، مؤكدا أن التوجهات اليمينية المتطرفة التي يقودها حزب الشعب أصبحت تجد رواجا لدى كثير من الدنماركيين، بسبب الحملة التي يشنها كثير من الصحف ضد المسلمين. فقد أعلن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي يعد أكبر أحزاب المعارضة تحالفه مع حزب الشعب ضد المهاجرين. وتابع أن كثيرا من أعضاء البرلمان السابقين أُدينوا في وقت سابق، بسبب إدلائهم بتصريحات تحض على الكراهية، لتشبيههم المسلمين بهتلر أو زعمهم أن أسلاف المسلمين كانوا يقتلون بناتهم. وتبريرا للتهجم على الإسلام، أنشأ أعضاء مرموقون في حزب الشعب وآخرون درجوا على انتقاد الإسلام «جمعية حرية التعبير»، وهي أكبر منظمة للدفاع عن «حرية التعبير» في الدنمارك. وسخر راسموس بريغر من أن هذه الجمعية التي تقول إن القوانين التي تمنع السخرية من الأديان تتعارض مع حرية التعبير، تسعى هي نفسها لمنع الأئمة من الدعوة إلى الشريعة الإسلامية وغير ذلك. وعلق بأنه تحت غطاء حماية الحريات المدنية، يقوم القوميون العنصريون في الدنمارك باختطاف حرية التعبير لاستهداف الأقليات.