يحاور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل اليوم طلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز وعددا من المثقفين والأكاديميين وأطياف المجتمع المختلفة في لقاء مفتوح ضمن أنشطة «مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال»، ويتحدث في الحوار الذي تستضيفه جامعة المؤسس عن الاعتدال عبر أربعة محاور. وسيتطرق أمير منطقة مكةالمكرمة خلال الحوار إلى التطلعات المنوطة بمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، والمواطن السعودي ودوره في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب، وأخيرا طرق تعزيز قيم الاعتدال والانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، كما يجيب على مداخلات الحضور. تأصيل يأتي اللقاء المفتوح لأمير المنطقة استمرارا لعملية التأصيل العلمي للاعتدال، وإظهار الصورة الصحيحة له وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة، والحرص على نشر ثقافته بين أفراد المجتمع السعودي، وتأصيل الشواهد والمواقف الدالة عليه والمحفزة له، باعتبار الاعتدال إحدى السمات الدينية والحضارية التي تطمح كثير من المجتمعات للظهور بها وبلورتها على أرض الواقع من خلال سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي مسؤول. البداية افتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله مركز الأمير خالد الفيصل قبل نحو 5 أعوام خلال أعمال ندوة الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز، حينها كان المركز لا يزال كرسيا، وألقى الأمير خالد الفيصل محاضرة تحدث فيها عن تأصيل منهج الاعتدال، ثم في العام 1437 صدرت موافقة الفيصل على تحويل الكرسي إلى مركز فكانت تلك الخطوة بمثابة حجر الزاوية لانطلاقة عمل المركز الذي اعتمد استراتيجية التأصيل العلمي والبناء المعرفي في نشر الاعتدال ونبذ التطرف. استمرار الجهود يهدف المركز إلى مواصلة الجهود لنشر الاعتدال، ومحاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله وأنواعه، إلى جانب المتغيرات العالمية المعاصرة والظروف المحيطة بالمنطقة، والمتمثلة في تحديات محاربة التطرف ونشر الاعتدال، جراء النمو المتزايد لتيارات التطرف والإرهاب خارج المملكة، ومحاولتها اليائسة لغرس جذورها الفاسدة في فكر الشباب السعودي، كما يعمل على نشر ثقافة الاعتدال والتعريف بالمنهج المعتدل للمملكة في شتى المجالات، إضافة إلى الحاجة إلى توعية الشباب بخطر التطرف الفكري وأثره على الانتماء الوطني، وأهمية تماسك الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، في ظل تعرض فئة الشباب عبر العالم الافتراضي للكثير من المحاولات الرامية إلى التجنيد والتحريض وكسب تأييد المتطرفين والإرهابيين. ويهتم المركز أيضا بتكثيف الجهود التوعوية والوقائية وتضافرها في مجال نشر الاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله بين أفراد المجتمع السعودي، وتعزيز المواجهة الفكرية للفكر المتطرف الإرهابي عبر وسائل متطورة وآليات حديثة في مجال التوعية الوقائية، وحماية الشباب والفتيات من الأفكار المنحرفة والمتطرفة، كما يسلط الضوء على منهج الاعتدال السعودي منذ تأسيس المملكة، والعمل على غرس مفهوم الاعتدال بين أبناء وبنات المملكة من النشء والشباب والكبار. استقطاب الباحثين سيتولى المركز مواصلة الجهود لاستقطاب باحثين أكفاء من أجل الإسهام في تحقيق أهداف المركز، وإجراء البحوث العلمية والدراسات المتخصصة في مجال نشر ثقافة الاعتدال، وكشف أساليب الجماعات المتطرفة والإرهابيين، ويركز أيضا على إجراء البحوث الميدانية والدراسات الحقلية لتعزيز منهج الاعتدال والوسطية الذي تنتهجه المملكة، والتنسيق مع الجهات المعنية من أجل إمداد المناهج الدراسية في التعليم العام والتعليم العالي بأحدث الأساليب الجاذبة للبناء المعرفي الذي يتسم بالاعتدال. ورش عمل سيعقد المركز خلال الفترة المقبلة ورش عمل وحلقات نقاش حوارية مع الشباب من الجنسين في مختلف مدن المملكة، لتعريفهم بسمات الاعتدال وفي الوقت نفسه بمخاطر التطرف الفكري وأهمية الانتماء لهذا الوطن الذي يتبنى الفكر الاعتدالي والوسطي الذي هو من سمات الإسلام، وتعزيز كل ذلك في نفوسهم، كما سينظم محاضرات وندوات ومؤتمرات وبرامج تسهم في تعزيز ورفع درجة الوعي في المجتمع السعودي تجاه المخاطر والتحديات المحتملة. مد الجسور يركز اللقاء على الشباب من خلال المسابقات والملتقيات الطلابية والمهرجانات الشبابية للوصول إلى جيل معافى تماما من خطر الأفكار الضالة والتوجهات المنحرفة، وعليه سيتم رصد الرؤى الشبابية في مجال اهتمامات المركز وطرحها على طاولة الحوار ومناقشتها بالموضوعية المطلوبة، للوصول إلى إنجازات فكرية يكون مرجعيتها المركز. وسيتولى إصدار المطبوعات ذات السمة التوعوية الثقافية، وسيركز على مد جسور التعاون مع الجهات ذات العلاقة داخليا وخارجيا، مما يسهم في تفعيل دور المركز محليا وإقليميا وعالميا وتحقيق أهدافه العامة والخاصة إلى جانب تزويد الجهات الأمنية والدينية والتربوية التعليمية، بكل النتائج التي تتمخض عن البحوث والدراسات التي يقوم بإجرائها المركز.