بعد يوم من إقدام كوالالمبور على طرد سفير كوريا الشمالية، أقدمت بيويغ يانغ على خطوة مماثلة، وطالبت السفير الماليزي، نزار محمد، بالمغادرة خلال 48 ساعة، بعد اعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وذلك في أحدث فصول التوتر بين البلدين، منذ اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا، كيم جونغ نام، في مطار كوالالمبور. وكان سفير كوريا الشمالية، كانغ شول، قد شنّ قبل مغادرته كوالالمبور هجوما على السلطات الماليزية، واتهمها بأنها «تجري تحقيقا منحازا» في اغتيال نام، بمطار العاصمة الماليزية بغاز أعصاب فتاك. وانتقد السفير ما اعتبر أنه تحقيق للشرطة الماليزية يستهدف بلاده مسبقا، وقال إن التحقيقات لم تجريها الشرطة الماليزية بشكل جيد «فقد قاموا بتشريح لجثة جونغ نام، بدون موافقة أو مشاركة سفارة كوريا الشمالية، وأوقفوا بعد ذلك مواطنا كوريا شماليا، دون أدلة واضحة على ضلوعه في الحادث». وكانت وزارة الخارجية الماليزية قد استدعت السفير الكوري الشمالي، إلا أنه رفض الاستجابة، مما دعا كوالالمبور إلى اتخاذ قرار فوري بطرده من أراضيها. وتوقعت مصادر إعلامية أن يزداد التوتر بين البلدين خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن وزارة الصحة الماليزية لا تزال مصرة على موقفها بعدم تسليم نام إلا إلى أحد أقربائه من الدرجة الأولى وفق ما تنص عليه قوانين البلاد، بينما لم يتقدم حتى الآن أي من هؤلاء. ولم تؤكد كوريا الشمالية حتى الآن هوية جونغ نام الذي قتل الشهر الماضي في مطار كوالالمبور، إلا أنها كانت انتقدت مرارا التحقيق الماليزي وقيام كوالالمبور بتشريح جثته رغم مطالبة بيونغ يانغ بتسليمها. وتفاقم غضب ماليزيا في واقعة مقتل جونغ نام بسبب استخدام القتلة غاز الأعصاب «في إكس»، وهو غاز شديد السمية لدرجة أن الأممالمتحدة تدرجه على قائمتها لأسلحة الدمار الشامل.