اشتعلت جبهات القتال التقليدية في ليبيا أمس، بعد ساعات من اتفاق أطراف النزاع على استئناف الحوار في المغرب الأسبوع المقبل، وغداة تعيين مجلس النواب المنعقد في طبرق، الفريق خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي، لاستكمال المعركة ضد الميليشيات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية. (للمزيد) وشن سلاح الجو التابع للجيش غارات على مطار معيتيقة وسط العاصمة الليبية طرابلس، استهدفت مواقع عسكرية لميليشيات «فجر ليبيا»، من بينها مستودع أسلحة في الجهة الشرقية للمطار. وأفادت مصادر الجيش بأن القصف استهدف أيضاً صواريخ ارض– ارض حاولت المليشيات نقلها من منطقة «بئر الأسطى ميلاد» في ضواحي طرابلس، فيما أبلغ «الحياة» مصدر في «فجر ليبيا»، أن «أكثر من 4 قنابل شديدة الانفجار ألقيت على مخازن قرب مرأب الطائرات، ولم تسفر عن أضرار كبيرة ولا عن إصابات في الأرواح. وسبقت ذلك غارة شنتها طائرة تابعة ل «فجر ليبيا» على مواقع حرس المنشآت النفطية في ميناءي السدرة ورأس لانوف في منطقة «الهلال النفطي» (وسط). ولم تسجل إصابات أو أضرار مادية كبيرة. في الوقت ذاته، قال ل «الحياة» علي الحاسي الناطق باسم «حرس المنشآت النفطية»، إن مجموعات تابعة لتنظيم «داعش» شنت الإثنين هجمات على حقلي المبروك والظهرة (التابع لشركة الواحة)، مشيراً إلى أن اشتباكات تواصلت حول حقل الظهرة أمس. وأفادت تقارير بأن مسلحي «داعش» فجروا ليل الإثنين- الثلثاء، خطاً لأنابيب النفط يبعد مسافة 50 كلم شمالي حقل الظهرة و75 كلم جنوبي رأس لانوف التي تضم مصفاة ضخمة. وأتى التصعيد غداة تعيين حفتر قائداً عاماً للجيش، في تطور أثار سخط الميليشيات المسيطرة على طرابلس، والمتحالفة مع الإسلاميين الذين يخوض الجيش معارك دموية معهم في بنغازي منذ أشهر. وأبلغ «الحياة» مصدر قريب من مجلس النواب المنعقد في طبرق أمس، أن الفريق حفتر غادر ليبيا إثر تعيينه في زيارة للخارج، لإجراء مشاورات مع مسؤولين في عواصم عربية صديقة. وتكبد الجيش الليبي خسائر فادحة في قتاله ضد الميليشيات، إذ أعلن مستشفى «الجلاء» في بنغازي أمس، أن عدد الضحايا في صفوف الجيش بلغ 99 قتيلاً وحوالى 400 جريح منذ بداية هذا العام. وفي وقت وافق مجلس النواب المعترف به دولياً على استئناف الحوار مع المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته والذي يمثل الإسلاميين) في مدينة الدار البيضاء الخميس المقبل، أعلن في روما أن رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي سيتوجه اليوم إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، ليطلب منه دعماً في الملف الليبي. وأشار مراقبون إلى أن تعاون موسكو ضروري في أي قرار للتدخل في ليبيا، كون روسيا من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وتلي محادثات رنزي في موسكو، مشاورات يجريها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لاتفيا نهاية الأسبوع الحالي، لتقييم ما توصل إليه مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون في مساعيه لإقناع طرفي النزاع الليبي بوقف النار وتشكيل حكومة وحدة، للتفرغ لمحاربة الجماعات الإرهابية المنتشرة في البلاد والتي باتت تهدد الأمن في الحوض الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.