كشف مدير إدارة المعلومات والإنترنت بإدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور فهد الغفيلي عن ظهور تنظيم داعش الأول برعاية إيرانية، تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" عام 2003 بقيادة أبو مصعب الزرقاوي الذي يعد شخصا مضطربا. وتطرق الغفيلي إلى تفاصيل دقيقة عن حياة الزرقاوي، وقصة خروجه من السجن، ومحاولته تفجير السفارة الأميركية بالأردن، وبيعته لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ثم قيامه بتغيير اسم جماعته إلى تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، مغيرا مخططاته وأهدافه وفقا لمن يتبعه وسعيه للحصول على أتباع أكثر. تجنيد الشباب جاء ذلك في محاضرة ألقاها الدكتور الغفيلي أمس، ونظمها كرسي الأمير محمد بن نايف للدراسات الأمنية بجامعة حائل، ضمن الأنشطة التوعوية بعنوان "وسائل تجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة وسبل الوقاية منها"، وذلك على مسرح كلية المجتمع بالمدينة الجامعية، وللنساء على مسرح قاعة المؤتمرات بمجمع الطالبات، بحضور طلبة الجامعة والتعليم العام بالمنطقة. وتناول المحاضر تعريف التطرف، موضحا أن المتطرف المتشدد نظير للمتطرف الإلحادي، وكلاهما يعتبران متطرفان، ثم تطرق إلى وسائل تجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة الإعلامية وعناصر الدعاية التي تستعملها داعش لتجنيد الشباب، وبداية مشروع هذا التنظيم الإرهابي، واستغلالهم للأحداث في إعداد رسائل تناسب المتلقين. وأشار الدكتور الغفيلي إلى استخدام الإرهابيين والمحرضين لشبكات الإنترنت بدءا من المنتديات ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الألعاب الإلكترونية وتطويرها وفقا لتوجهاتها الفكرية المحرضة على القتل والتدمير. إيران تدعم القاعدة وداعش وكشف الدكتور الغفيلي أن إيران تقف خلف تنظيمي القاعدة وداعش، لمحاولة إضعاف مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق بعد حرب العراق عام 2003، مؤكدا أنه طُلب من الزرقاوي قتل الشيعة العراقيين الذين كانوا يقفون مع السنة في مقاومة الاحتلال بتوجيهات من إيران، ومن ثم طلب أسامة بن لادن من الزرقاوي عدم قتل الشيعة وفقا لمصالح القاعدة مع إيران، والتي كانت تلعب بخطط منفصلة مع طرفي التنظيم لصنع خلاف بينهم. تضخيم الأحداث إعلاميا وأشار إلى طريقة داعش في استخدام الوحشية لأغراض التجنيد في زيادة أعداد المجندين، وجذب وسائل الإعلام الدولية لما ينتج من أفعالهم الوحشية بالأسرى، شارحا للحضور المخططات الاستخباراتية التي تدعم داعش. وأفاد الغفيلي أن عناصر دعاية داعش تقوم بتضخيم أي حدث تنفذه، وتستهدف جماهير محددة وليست عامة، ولديها أدوات إعلامية متنوعة، مقدما أمثلة على ذلك. وشدد على سبل الوقاية من دعاية الجماعات المتطرفة بمعرفة شبهاتهم وحيلهم، وأهمية توضيح الحقائق التاريخية التي يستغلونها، وأخذ المعلومة من العلماء الثقات، وتعلم التفكير الناقد في المسائل التي يناقشها معتنقو هذا الفكر المتطرف.