عمت شوارع العاصمة العراقية بغداد أمس، مظاهرات حاشدة طالبت بوقف مظاهر الفساد المتفشية في البلاد وتغيير مفوضية الانتخابات. وأطلقت قوات الأمن العراقي النار والغاز المسيل للدموع، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة الخضراء، وفيما أعلنت السلطات مقتل شرطي وإصابة سبعة آخرين، تحدثت مصادر حزبية عن سقوط عشرات بين قتيل وجريح. ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من الوصول إلى الساحة الخضراء التي تتمركز فيها مؤسسات حكومية وسفارات الدول، وتحظى بإجراءات أمنية مشددة، وذلك بعدما توافد مئات المتظاهرين الذين ينتمي غالبيتهم إلى التيار الصدري إلى المنطقة. إغلاق الطرق قطعت قوات الأمن العراقية الوصول إلى جسري الجمهورية والسنك القريبين من مكان المظاهرة في ساحة التحرير، وأغلقت الطرق المؤدية إلى ساحة الميدان، في وقت أبدى فيه المحتجون استعدادهم لمواصلة التظاهرات حتى تلبية مطالبهم. مطالب المتظاهرين بحسب نشطاء ميدانيين، فقد تركزت المطالب على تغيير مفوضية الانتخابات، وتعديل قانونها، ومقاضاة الفاسدين فيها، إلى جانب اختيار مرشحين مستقلين دون اعتبارات طائفية وحزبية، في وقت لا يوجد رد رسمي حول هذه المطالب. وندد مقتدى الصدر بالمواجهات الحاصلة، التي استعملت فيها قوات الأمن القوة المفرطة ضد المتظاهرين، داعيا الأممالمتحدة والمؤسسات الحقوقية إلى التدخل فورا لإنقاذ المتظاهرين السلميين، ومحملا في الآن ذاته رئيس الوزراء، حيدر العبادي، المسؤولية تجاه فض الاعتصامات. وأعلن الصدر الانسحاب من المواجهات حفاظا على دماء المدنيين، بعد أن دعا أنصاره للاحتشاد منذ أول من أمس.