بعد أسابيع قليلة من انطلاق عملية "الرمح الذهبي" سيطرت قوات الجيش اليمني، بمساندة قوات التحالف العربي، على ميناء المخا الإستراتيجي، ومعسكر الدفاع الساحلي على الساحل الغربي في تعز، فيما تواصلت المعارك في الأحياء الشمالية من المدينة لتطهيرها من الميليشيات. وقال المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد الركن عبدالله مجلي، في تصريح إلى "الوطن" إن وحدات من الجيش تمكنت من تطهير وإزالة كافة الجيوب التي كان القناصة التابعون لميليشيا الحوثي والمخلوع يتمترسون فيها، وتشمل منازل السكان في مدينة المخا، وميناءها الاستراتيجي، ويتخذون من المدنيين دروعا بشرية، مضيفا أن هناك حالة فرار واسعة لعناصر الميليشيات إلى منطقة الزهاري، ويختل، والخوخة، بعد أن أقدمت الميليشيات على ممارسة أعمال النهب والسلب لممتلكات سكان مدينة المخا، خاصة منازل المواطنين الذين كان لهم دور كبير في تحقيق الانتصار. مسيرات عفوية أكد العميد مجلي أن المواطنين خرجوا في مسيرات هادرة للتعبير عن فرحتهم باستكمال استعادة المدينة، حيث بادروا بإطلاق الألعاب النارية، ابتهاجا بالنصر وتحرير المدينة وتطهيرها من ميليشيات الحوثيين الانقلابية وفلول حليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، وكشف مجلي عن اندلاع حريق في السوق المركزي لمدينة المخا بفعل قذيفة عشوائية أطلقها الحوثيون، وسقطت على محل لبيع الألعاب النارية، مما أدى إلى انتشار الحريق في كافة أرجاء السوق، وأضاف "كعادتها تسعى الميليشيا قبل أي هزيمة إلى تدمير كل شيء، ولا يهمها الأضرار الفادحة التي يتكبدها المواطنون، لأنها في الأصل ميليشيا انقلابية لا تفكر بعقلية الدولة، وتسيطر على تفكيرها عناصر الانتقام". وأبان مجلي أن المخا تحررت بشكل كامل، ولا توجد في الوقت الحالي جيوب تمرد ولا قناصة. أهمية إستراتيجية تابع مجلي قائلا "المدينة تحررت بالكامل، وهي عبارة عن مدينة وميناء، وأهميتها البالغة تكمن في قطع الإمدادات عن الميليشيات التي كانت تستخدم الميناء لتلقي الأسلحة المهربة من إيران، إضافة إلى ما كانت تدره يوميا للانقلابيين من ملايين الدولارات، بسبب الرسوم الجمركية، كل هذا إلى جانب دورها في حماية ممر مضيق باب المندب وتأمين حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، وحماية السفن التجارية، وتعتبر عملية التحرير خطوة كبيرة في استعادة المناطق التي ما زالت بأيدي المتمردين، وتثبت أن أيام الانقلاب شارفت على الانتهاء، وتمثل ضربة موجعة من الضربات المتواصلة التي يتلقاها الانقلابيون، وتعزز تقدم قوات الجيش على قطاع كبير من ساحل البحر الأحمر، من مضيق باب المندب الإستراتيجي وحتى المخا، وتمهد الطريق أمام التقدم صوب الحديدة التي تقع على بعد نحو 185 كيلومترا شمالا.