مواصلة للبحث عن خطط غير تقليدية للقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية أن السلطات الألمانية تعتزم تنفيذ خطة تقوم على منح مبالغ مالية للاجئين الموجودين على أراضيها، نظير إقناعهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، أو ترحيلهم إلى دول أخرى، مشيرة إلى أن الخطة التي رصد لتنفيذها مبلغ 40 مليون يورو تستهدف أولئك الذين رُفضت طلبات لجوئهم، لعدم وجود تهديد حقيقي يستهدف حياتهم في بلادهم، وأن المبلغ المرصود لكل لاجئ يبلغ 1200 يورو، شريطة التنازل عن طلبات اللجوء المرفوضة. ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية الألماني، توماس ميزيير، قوله إن هذه المنح ستُتاح للاجئين المعدمين من كل من سورية وأفغانستان وإريتريا والعراق ونيجيريا. إلى ذلك، قال تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن تدفق اللاجئين الفارين من دول الاضطهاد والحروب في منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا، يعتبر اختبارا حقيقيا للقيم الأوروبية التي تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي حينما توصل إلى اتفاق مع تركيا بخصوص تخفيض تدفق المهاجرين، كان يهدف لحماية حدود أوروبا أكثر من معالجة الأزمة بحد ذاتها. الحلول العاجلة أكد التقرير أن أكثر من 180 ألف لاجئ عبروا البحر المتوسط إلى إيطاليا خلال العام الماضي، فيما غرق نحو 5 آلاف مهاجر في المياه خلال محاولتهم العبور والمجازفة بأرواحهم، لافتا إلى أن اجتماع المجلس الأوروبي الأخير مع مالطا، بحث الحاجة الملحة لوقف تدفق المهاجرين من الأراضي الليبية، وأضاف أن الآلاف من المهاجرين يتكدسون في قوارب الموت، وأن وصولهم إلى أوروبا يزيد من الأعباء السياسية والاقتصادية والاجتماعية على تلك البلدان التي تكن العداء الشديد لهم، خصوصا مع قرب صعود اليمين المتطرف في فرنسا وغيرها. وأضاف التقرير أن أوروبا تبحث عن مساعدات للاجئين بأي طريقة، عبر تدريب خفر السواحل الليبية على مراقبة الحدود الخارجية، ومحاربة شبكات تهريب البشر التي تعمل في دول إفريقيا، مما يستوجب قرارا سياسيا وأمنيا فعالا لمنع الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون، مثل الاغتصاب والاحتجاز والضرب والتنكيل والعبودية. مسؤولية أخلاقية نقل التقرير عن المديرة المساعدة لأوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة هيومن رايتس ووتش، جوديث ساندرلاند، قولها إن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، يحب أن يضطلعا بمهامهما بشأن ضمان عدم عودة أولئك المهاجرين إلى ليبيا، لحمايتهم من الانتهاكات والتجاوزات التي تجرمها القيم والمواثيق الدولية، مشيرا إلى تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، ورئيس وزراء مالطا، جوزيف موسكات، اللذين حذرا من تصاعد موجة الكراهية في دول أوروبا ضد اللاجئين، حيث إن ذلك يدفع إلى انهيار القيم الأوروبية التي قام الاتحاد عليها. وخلص التقرير إلى أن دول أوروبا ينبغي أن تسهم في توطين بعض اللاجئين وإعادة تأهيلهم، وأن لا يتم فرض عدد كبير على دولة معينة.