يتجاهل عدد من السعوديين قرار منع المواطنين من السفر إلى اليمن عبر كافة وسائل التنقل حفاظا على سلامتهم، ويدخلون الأراضي اليمنية بالالتفاف على القرار مرورا بدول أخرى. في الوقت الذي تشدد فيه السلطات المختصة بالمملكة على استمرار تطبيق قرار منع المواطنين من السفر إلى اليمن عبر كافة وسائل التنقل برا أو جوا أو بحرا، حفاظا على سلامتهم، وذلك منذ بدء عمليات عاصفة الحزم لاستعادة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يلجأ عدد من الأفراد إلى اختراق قرار الحظر، ودخول الأراضي اليمنية باستخدام أكثر من حيلة، لأسباب اجتماعية وأخرى قد تصل إلى التطرف الفكري، بحسب وصف جهاز الأمن السياسي اليمني. سبب المنع يعود قرار منع السعوديين من السفر إلى اليمن إلى أواخر أبريل 2015، عندما تعرض المواطن أحمد بن مبارك الهمامي (29 عاما) إلى رصاصات مباشرة من ميليشيات التمرد الحوثي وحليفهم المخلوع صالح في محافظة شبوة اليمنية، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة ودخوله العناية المركزة، في التفاصيل التي انفردت بنشرها "الوطن" تحت عنوان "شبوة.. رصاص الحوثي يصيب سعوديا"، ليتم الإعلان بعد هذه الحادثة عن قرار منع سفر المواطنين إلى اليمن، من أجل الحفاظ على سلامتهم، وخشية تعرضهم للاستهداف من قبل الانقلابيين. خطر الاختراق أكد مصدر مسؤول في جهاز الأمن السياسي بمدينة المكلا جنوب اليمن، في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن بعض العائلات السعودية وعددا من الأفراد لم يلتزموا بالقرار الصادر عن القيادة السعودية القاضي بمنع دخول مواطنيها إلى اليمن في ظل الأحداث الجارية، وذلك لأسباب يغلب عليها طابع العلاقات الأسرية، حيث يكتفي من يقوم بهذه الخطوة بالتوجه إلى المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية في الجنوب ومحافظة حضرموت على وجه الخصوص لزيارة أقاربهم ممن تجمع بينهم أواصر الرحم والمصاهرة. وأضاف المصدر: "لكن أجهزة الأمن اليمنية تلقت تقارير عن دخول أفراد سعوديين إلى اليمن تتراوح أعمارهم بين العقدين الثاني والثالث من الجنسية السعودية، لرغبتهم الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية نتيجة تحول فكري كبير في حياتهم، حيث يتم التحقق من تلك التقارير وفرض الرقابة الأمنية على كل من يحمل هوية السفر السعودية، خاصة الأفراد من فئة الشباب، لمنعهم من الوقوع في مصيدة من يتربص بهم من أصحاب الفكر الضال". طرق الدخول وعن طرق التي يتخذها السعوديون لدخول الأراضي اليمنية، قال مصدر مطلع في مصلحة الهجرة والجوازات اليمنية ل"الوطن": "زادت المسافة التي يقطعها السعوديون للوصول إلى مديرية سيؤون في محافظة حضرموت، من 300 كلم من منفذ الوديعة البري بعد توقف جوازات المنفذ السعودي عن السماح بمغادرة مواطنيها من خلاله، إلى 600 كلم من منفذ شحن اليمني على الحدود العمانية، ونفس المسافة تقريبا على خط الساحل وصولا إلى المكلا"، وأضاف: "عادة يصل السعوديون إلى عمان برا عن طريق الإمارات، لعدم تشغيل المنفذ البري الجاري تنفيذه بين الرياض ومسقط، أو جوا إلى العاصمة العمانية ومنها إلى صلالة على الخطوط العمانية، ومن ثم دخول اليمن برا، كما يصل عدد منهم جوا عن طريق الذهاب إلى مطار العاصمة المصرية القاهرة، ومنها على الخطوط اليمنية لسيئون، حيث تصل تكلفة التذكرة للفرد الواحد من القاهرة إلى نحو 3 آلاف ريال سعودي، مشيرا إلى أن بعض السعوديين يضطر للعودة عن طريق منفذ الوديعة القريب من محافظة شرورة، فيسمح لهم بالدخول لكن الجهات المختصة هناك تحيلهم إلى جوازات منطقة نجران لتطبيق التعليمات بحقهم". الجوازات تتوعد "الوطن" بدورها نقلت القضية في خطاب رسمي إلى المديرية العامة للجوازات السعودية، حيث ردت على لسان متحدثها الرسمي المقدم طلال الشلهوب بقوله: "اليمن من الدول الممنوع السفر إليها على مواطني المملكة وتم الإعلان عن ذلك من قبل الجهات المعنية"، وتابع الشلهوب "أما بخصوص مخالفة من يسافر لها، فلدينا في المديرية العامة للجوازات عدة طرق لكشف الأشخاص الذين قاموا بالسفر إلى الدول الممنوع السفر إليها ولم تختم جوازات سفرهم، ويعاملون بموجب نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية وما يترتب عليهم من غرامة مالية أو منع من السفر أو بهما معا".