طفت الخلافات بين الولاياتالمتحدة والصين - والتي كانت مجموعة العشرين قد تجاوزتها - إلى السطح مجددا خلال قمة لدول آسيا والمحيط الهادي"أبك" أمس مع عودة تشبث كل من الرئيسين الأميركي والصيني بموافقهما حول التجارة والعملات. فقد حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما دولا مثل الصين من الاعتماد الزائد عن الحد على الصادرات من أجل تحقيق النمو، فيما أعاد الرئيس الصيني هو جين تاو التأكيد على التزام بكين بإصلاح تدريجي لنظامها الحالي لسعر الصرف. وأبلغ أوباما منتدى لرجال الأعمال من منطقة آسيا والمحيط الهادي "أحد الدروس المهمة التي علمتنا إياها الأزمة الاقتصادية هو حدود الاعتماد الأساسي على المستهلكين الأميركيين وعلى الصادرات الآسيوية كمحرك للنمو الاقتصادي". وقال في المحطة الأخيرة لجولة استمرت عشرة أيام وشملت أيضا الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية "بالنظر إلى الأمام ينبغي ألا تفترض أي أمة أن طريقها إلى الرخاء معبد ببساطة بالتصدير إلى أميركا". وتتبادل الولاياتالمتحدة والصين اللوم بشأن من يلحق ضررا أكبر بالتجارة العالمية. وتقول واشنطن إن اليوان مقدر بأقل من قيمته الحقيقية مما يعطي ميزة لصادرات بكين التي تجادل بدورها بأن سياسة التيسير النقدي التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تستهدف إضعاف الدولار لتعزيز الصادرات. وأبلغ هو الذي اعتلى المنصة بعد أوباما بفترة وجيزة منتدى الأعمال أن الصين تريد التوسع في نمو الطلب المحلي وأنها مازالت ملتزمة بإصلاح سعر الصرف لديها "على أساس الإبقاء على المبادرة وإمكانية التحكم والتدرج". وقال "الصين ستواصل جعل التشجيع على ميزان مدفوعات دولي متوازن عملا مهما لضمان استقرار الاقتصاد الكلي". وفي وقت لاحق أبلغ توم دونيلون مستشار أوباما للأمن القومي أن على الصين إظهار إحراز تقدم في إصلاح سعر الصرف بحلول وقت زيارة هو إلى واشنطن في يناير. وقال دونيلون "زيارة الرئيس هو جين تاو في يناير ستكون وقتا مهما للنظر في حجم التقدم على هذا الصعيد. "الولاياتالمتحدة ... تريد أن ترى تعجيلا صينيا بتلك الإصلاحات لأننا نعتقد أنها مهمة للصين ولأنها مهمة للعالم من أجل مسار اقتصادي مستقر مستقبلا". وانضم أوباما وهو إلى باقي زعماء منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) للمشاركة في محادثات تجري مطلع الأسبوع الحالي بشأن سياسات لضمان نمو متوازن وإقامة منطقة تجارة حرة ضخمة في المنطقة الأسرع نموا في العالم. وقال مسؤول حكومي ياباني إن زعماء أبك اتفقوا بعد جولة أولى من المحادثات على أن الاقتصاد العالمي يتحسن لكنه مازال هشا. وقال المسؤول إن مشاكل الديون السيادية مازالت مصدر خطر وإن البطالة والقطاع المالي يبعثان على القلق.