كشف شهود عيان عن حالة استنفار قصوى لميليشيات الحوثيين الانقلابية في صنعاء، مشيرين إلى أن أعدادا كبيرة من الجنود بالزي العسكري والمدني تم نشرهم في معظم شوارع المدينة، إضافة إلى إقامة عشرات النقاط الأمنية في معظم المداخل الاستراتيجية، وبدء حملة تفتيش واسعة لكل السيارات والمارة. وأضافت المصادر أن الإجراءات الجديدة تسببت في إرباك حركة المرور وأحدثت تضجرا واسعا بين المواطنين، بسبب تقارب نقاط التفتيش من بعضها البعض. مشيرة إلى أن هذه التطورات التي تزامنت مع اشتداد المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، من جهة أخرى، تعكس الخوف الشديد الذي يشعر به المتمردون، لاسيما في ظل الانتصارات المتسارعة التي تحققت خلال الفترة الماضية. تقدم قوات الشرعية أكملت القوات الموالية للشرعية، بدعم من قوات التحالف العربي، سيطرتها فجر أمس، على مديرية حرض الموازية لمدينة الطوال السعودية، ومديرية ميدي الساحلية. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن قوات المقاومة تحركت بسرعة كبيرة على الأرض واستطاعت استعادة المنطقتين من الانقلابيين، بالاستفادة من حالة الفوضى العارمة التي ضربت صفوف الميليشيات، بعد الغارات المكثفة التي شنتها طائرات التحالف، كما لاحقت فلول المسلحين الذين حاولوا الهرب، وأوقعت بينهم إصابات مباشرة، فيما استسلم العشرات بكامل أسلحتهم وعتادهم للثوار. وأضافت المصادر أن عناصر المقاومة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية، تركها الانقلابيون وراءهم قبل أن يلوذوا بالفرار. وتكمن أهمية مديرية ميدي الساحلية في أنها المنفذ الأهم لتهريب الأسلحة من إيران إلى الميليشيات، فيما تعتبر مديرية حرض مسرحا لانطلاق قذائف الانقلابيين التي تستهدف القرى الحدودية السعودية. وتعتبر العملية تقدما لوجستيا هاما لقوات الموالية للشرعية، حيث تسببت في تقهقر المسلحين إلى 40 كيلو مترا داخل العمق اليمني. شد الأطراف هزت انفجارات عنيفة مدينة الحديدة، صباح أمس، إثر غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي، حيث استهدفت مقر هيئة تطوير تهامة، الذي تستخدمه الميليشيات منطلقا لعملياتها العدوانية، ومعسكر القوات الخاصة في كيلو 16، ومطار الحديدة ومصنع الملح في منطقة رأس عيسى. ووفقا لمصادر عسكرية، تهدف عملية "الرمح الذهبي" إلى طرد الحوثيين من المناطق الساحلية الغربية عبر استعادة مديرية ذو باب، شمال مضيق باب المندب، ثم مدينة المخا قبل التقدم نحو الحديدة. كما أعلن الجيش الوطني أول من أمس، تصديه لهجوم شنته قوات الحوثيين وصالح جنوب غرب مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، مضيفا أن عددا من عناصر تلك الميليشيات قتلوا في الهجوم وجرح عدد آخر. وخلال الفترة الأخيرة عمدت القوات الحكومية إلى اتباع سياسة "شد الأطراف" التي تعتمد على تسريع العمليات العسكرية بعدد من المواقع في وقت واحد، لإرهاق الميليشيات.