يعتزم وفد يضم مجموعة من الأحزاب الكردية التوجه إلى العاصمة العراقيةبغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، عبر وفد يضم ممثلين عن كافة الأحزاب المشاركة في الحكومة العراقية، إلى جانب ممثلين عن التركمان والكلدان والآشوريين، وذلك بهدف التباحث بشأن ملف استقلال إقليم كردستان بشكل رسمي. وبحسب مراقبين، ما انفك مسؤولو إقليم كردستان العراق، التأكيد على الضرورة الملحة في إنشاء حكم ذاتي مستقل بعيد عن الحكومة المركزية ببغداد. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، قد أكد في مقابلات صحفية، أن مسألة إقامة حكم ذاتي قد تحققت جزئيا في عهد الرئيس صدام حسين، وأن الخطوة مثلت تقدما تجاه تحقيق هذا الهدف مستقبلا عبر الطرق السلمية لا العسكرية. دوافع الانفصال برر الحزب الديمقراطي الكردستاني مسألة ضرورة الانفصال التام عن حكومة بغداد، بالمشاكل والخلافات التي جدت مع الأخيرة بشأن عدة مواضيع، من بينها المستحقات المالية والنفطية وتقاسم الأراضي وغيرها من الملفات العالقة، فيما سببت أزمة الحرب مع داعش والتنازع حول المناطق المحررة في سهل نينوى وسنجار وكركوك، عائقا إضافيا للمضي قدما في مسألة الانفصال بشكل تام ورسمي. ويأتي ذلك، في الوقت الذي يخوض فيه الأكراد حربا شرسة ضد تنظيم داعش المتشدد في العراق وسورية، حيث يشكلون داعما رئيسيا للقوات العراقية الحكومية، وساعدوا القوات الأخيرة في تحرير عدد من القرى والمناطق المتاخمة لمدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام. المثلث الداعشي بات التنظيم المتشدد يعتمد في إستراتيجيته الجديدة على نقل معاركه إلى سورية، بعد أن ضُيق عليه الخناق في العراق، فيما بات يسيطر على ما يعرف بالمثلث الداعشي الرابط بين الموصل ودير الزور والرقة، إلى جانب جزء صغير من مدينة تدمر الأثرية، في وقت لا يلقي النظام السوري وحلفاؤه أهمية لهذه المدن، ويعطون الأولوية للمناطق الشمالية والغربية الساحلية. وكانت القوات العراقية، قد شنت أمس، هجمات متفرقة على آخر مناطق التنظيم المتشدد في شرق الموصل، وهما منطقتا الرشيدية والملايين بعد استعادة حي العربي أول من أمس.