فيما تتردد أنباء حول إمكانية ترميم العلاقات الروسية – الأميركية في عهد رئيس الولاياتالمتحدة المقبل دونالد ترمب، لا تزال موسكو تدلي بتصريحات حذرة، معربة عن أملها بأن تلتزم الإدارة الأميركية المقبلة بالقانون الدولي لدى الدفاع عن مصالح بلادها. وأقرت الخارجية الروسية بأنها أجرت اتصالات ببعض رجال الأعمال والسيناتورات ممن دعموا ترمب خلال الحملة الانتخابية، معتبرة أن ذلك أمر طبيعي، مشددة في الوقت نفسه على أن موسكو تعرف جيدا أن ترمب لن يدافع عن مصالحها، ولكنها تنطلق من أنه سيدافع عن مصالح بلاده بكل ما بيده من الوسائل والإمكانات. التقرير السري أشارت الخارجية الروسية إلى أن "التقرير السري" الذي نشرته وسائل إعلام أميركية حول علاقة روسيا بترمب لا يعتمد على أي أدلة، ويستهدف عرقلة عملية تطبيع العلاقات الروسية الأميركية. ووصفت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قرار إدارة الرئيس باراك أوباما الشروع في توريد مضادات جوية للمعارضة السورية بأنه قرار جنوني يأتي في إطار "أيديولوجية الانتقام". وذهبت موسكو أيضا إلى إظهار غضبها من تمديد العقوبات الأميركية ضدها لمدة عام آخر، وتوسيع بعض العقوبات الأخرى، وفرض عقوبات جديدة. إضافة إلى مشاريع القرارات في الكونجرس التي تدعو إلى المزيد من العقوبات. إستراتيجية للمواجهة رغم تفاؤل بعض الأوساط الروسية بإمكانية ترميم العلاقات بين موسكو وواشنطن من جهة، ومحاولات بعض وسائل الإعلام الروسية، من جهة أخرى، التشكيك في توجهات إدارة ترمب بشأن المصالح الأميركية، أشارت تقارير أميركية إلى أن الرئيس ترمب قد يقوم بتخفيف العقوبات على روسيا في حال تحقيق الأهداف الأخرى التي تهم الولاياتالمتحدة، ومن بينها محاربة الجماعات المتشددة، لافتة إلى ما صرح به ترمب عن نيته إبقاء العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما ضد روسيا "لفترة معينة على الأقل". ولكن من جهة أخرى، صرح المرشح لمنصب وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأنه يعتقد أن التهديد الأكبر للولايات المتحدة هو روسيا والإرهاب. ودعا إلى وضع "إستراتيجية لمواجهة روسيا"، لكنه رفض الحديث عن فرض عقوبات إضافية، مكتفيا بالقول "أنا بحاجة للتشاور مع فريق الأمن القومي الجديد، لوضع إستراتيجية لمواجهة روسيا بخصوص ما قامت به".