يشيع بعد صلاة عصر اليوم في جامع الراجحي بالرياض جثمان القاص صالح الأشقر الذي انتقل إلى رحمة الله عصر أمس بعد معاناة مع المرض، حيث لازم السرير الأبيض في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز "واحة الرياض" الطبي خلال الشهرين الأخيرين. ونعى مثقفو وأدباء المملكة القاص الراحل الذي يعتبر من رواد الحركة السردية في المملكة. حيث صدرت له العديد من المجموعات القصصية مثل "ضجيج الأبواب" و"ظل البيت"، وعدد من المقالات الصحفية، ولد الأشقر في مدينة حائل 1951، وتخرج في جامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وعمل في الصحافة المحلية من بداية الثمانينات، حيث أشرف على الصفحات الثقافية في صحيفة" الجزيرة". ويصف الكاتب والناقد عبدالله السفر لغة الأشقر السردية قائلا "ترتبط في ذهني كتابة القاص صالح الأشقر بكلمة العذوبة، أراها تؤشّر على ما يكتبه وتختزله في هذه الصّفة الجميلة، بما تحيل عليه من خفة ورشاقة وسلاسة وعفوية، تنساب بليونة نديّة؛ تشعرك بجدّتها وبكارتها. ثمّة شيء يسري بسهولة ويسر مثل أغنية تنطلق من حنجرة مدرّبة تعرف مواقع الصوت ومراتب التأثير. هذا الانطباع الذي تتركه قصص الأشقر، ربما، منشؤه يعود إلى تلك السمة المائزة التي لا يخلو منها نصٌّ من نصوصه سواء أكان طويلاً أو قصيراً، حيث الكتابة تتمركز حول المشاعر والانفعالات" ويضيف "في مجموعته الثانية "ظلّ البيت" الصّادرة عن المركز الثقافي العربي والنادي الأدبي بالرياض (2008) نتحقّق جيدا من كتلة الأحاسيس ونقف على محرّكات اندلاعها وموجبات انتشارها على أديم الورق. دائما ما تكون لحظة الانكسار والسقوط في عراء ينكشف فيه وجهُ الجفاف الكالح؛ هي الممهّد لتكرّ سبحةُ الانثيالات وتذهب عميقا إلى المكامن".