يعرف الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رافسنجاني، الذي توفي أول من أمس، في طهران بأنه صانع ما يسمى ب "اتفاق حافظ الأسد - رافسنجاني" الذي كرس وجود حزب الله، الذراع الإيرانيةبلبنان، في أواسط ثمانينيات القرن الماضي . وهو ما اعترف به حسن نصر الله، بعد ساعات قلائل من وفاة رفسنجاني. ولا تزال تداعيات ذلك الاتفاق سارية بقوة. فحزب الله بات ركنا في سياسة إيران الخارجية، ووريث الأسد في السلطة يخضع كليا لإرشادات طهران، التي تحرص ايران في لحظة تعدد القوى والمشاريع المطروحة للحل في سورية، وردا على استعادة لبنان حياته الدستورية، واستعدادا لما بعد الانتصار المرتقب على داعش في العراق، على التمسك بمكتسبات حققتها في السنوات الماضية ، وركيزة هذه المكتسبات هي ميليشيا الحزب المذهبي تكرار التجربة لم تكتف إيران بتجربة حزب الله، بل تسعى إلى تكوين ميليشيات شيعية على مستوى المنطقة : الحشد الشعبي في العراق، والدفاع الوطني في سورية، ويوم الأحد الماضي قال نائب قائد الحرس الثوري، العميد حسين سلامي إن "قوة دفاعية مقتدرة على وشك التأسيس بمشاركة شعوب العالم الإسلامي". مركّزا على حزب الله كنواة لهذه القوة "فهو بلغ مستوى مواجهة أميركا، ويشكل مركز المقرر في معادلات النظام الإقليمي ودوره رئيسي في سوريا"، حسب قوله. في السياق جرى استدعاء رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، إلى طهران مطلع الأسبوع الماضي، وقدمت وسائل الإعلام على أنه "الصديق الأول لإيران، وقائد الحشد الشيعي، ورجل المرحلة بعد القضاء على داعش". محاولة فاشلة تحرك الإيرانيون بقوة نحو لبنان وسورية، ففي اتجاه الأولى حاولوا استباق زيارة الرئيس ميشال عون إلى السعودية بتسجيل تحفظات على الزيارة باسم حزب الله، ولكن من طهران، وأرسلوا رئيس لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى، علاء بروجردي، ليجدد عرضا مفضوحا لتسليح الجيش اللبناني. وقوبل بروجردي بحرص لبناني على علاقات طبيعية مع الدول العربية. أما في سورية، فقد حرص الإيرانيون على استمرار القتال، وكشفوا عدم رضاهم على مشروع مفاوضات أستانة والدور التركي الجديد، كما عبروا عن عدم رضاهم على تسوية خروج المقاتلين من حلب، في وقت نسفوا فيه الهدنة في وادي بردى. تهديدات مبطنة يوم الأحد الماضي، وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ورئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك، الى طهران، ويومين من زيارة بروجردي إلى دمشق، حل أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في العاصمة السورية، مشددا على ضرورة أن يتم نقل مفاضات العاصمة الكازخية أستانة إلى دمشق، وتحدث شمخاني مع الأسد عن "دور اللاعبيين الرئيسيين في الأزمة السورية، وقال إن بعض الدول "اختارت مسارات جديدة من خلال الوقوف على ضرورة تغيير الاستراتيجيات غير البناءة في سورية، وتمكنت من تعويض أخطائها السابقة، أما الدول التي لا تمتلك الجرأة على الاعتراف بأخطائها وتؤكد على مواصلتها ستواجه بالتأكيد مشاكل وخسائر لايمكن تعويضها". وهذا التحذير الضمني لتركيا ودول أخرى جاء صريحا في لقاء شيخاني مع مملوك ، حيث شدد على عدم تكرار تجربة حلب لجهة السماح للمعارضين بالخروج أحياء.
رجوي: انهارت إحدى دعامتي نظام الملالي أصدرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا، نقلت فيه عن زعيمة المعارضة، مريم رجوي، قولها إنه برحيل رفسنجاني "انهارت إحدى دعامتين للفاشية الدينية الحاكمة في إيران وعنصر التوازن فيها، وإن النظام برمته يقترب من السقوط. فطيلة 38 عاما، سواء في عهد خميني وكذلك بعده، كان لرفسنجاني أكبر الأدوار في عمليات القمع وتصدير الإرهاب والسعي من أجل الحصول على القنبلة النووية. كما كان دوما الرجل الثاني في النظام، وعنصر التوازن فيه، وله دور حاسم في بقاء النظام. وفي الظرف الحالي يفقد نظام الملالي برحيله توازنه الداخلي والخارجي".