بعد أقل من عامين من مغادرة الوحدات العسكرية الأميركية، والبريطانية، ولاية هيلمند، جنوب غرب أفغانستان، أعلن الجيش الأميركي أن 300 من جنود المارينز سينتشرون ابتداء من الربيع في الولاية، إثر فشل القوات الأفغانية في بسط الأمن بالبلاد والتصدي لتمرد حركة طالبان. وكانت الولاياتالمتحدة قد شنت حربا ضد طالبان منذ نهاية 2001 من دون أن تتمكن من التغلب عليها، فيما أعلنت إدارة أوباما بعد ذلك سحب القوات الأميركية من البلاد ابتداء من أكتوبر 2014، مع ترك ألف جندي في كابول، غير أن الولاياتالمتحدة اضطرت بعد ثلاث سنوات إلى الاحتفاظ بحوالي 8400 جندي في البلاد، وإعادة المارينز إلى هيلمند، حيث خسرت عددا كبيرا من الجنود قبل 2014 في المعارك ضد حركة طالبان. وحسب بيان المارينز فإن القوات لن تقوم بدور مباشر في القتال ضد طالبان، وأن مهمتهم ستقتصر على تدريب "كبار مسؤولي" الجيش والشرطة الأفغانية وتقديم المشورة لهم، موضحا "أن قوات المارينز تملك ماضيا عملياتيا في أفغانستان، خصوصا في ولاية هلمند". وقال البيان إن "تقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية وتدريبها سيساعد في الحفاظ على المكاسب التي تحققت سوية مع الأفغان" في السنوات السابقة. يأتي ذلك في وقت يواجه الجيش والشرطة الأفغانيان صعوبة في مقاومة ضربات حركة طالبان، حيث أقر قائد قوات الحلف الأطلسي في البلاد، الجنرال الأميركي جون نيكولسون، بأن القوات الأفغانية سجلت تراجعا طفيفا أمام طالبان، وباتت تسيطر على 64% من السكان في مقابل 68% قبل أشهر. وعد الجنرال نيكولسون، أن المشكلة في ولاية هيلمند لا تقتصر فقط على التصدي لطالبان، بل أيضا لشبكات الخارجين من تجار المخدرات، والمتحالفين مع المتمردين، ويسعون للاحتفاظ بقدرتهم على جني الأموال". يذكر أن أفغانستان تعد أبرز منتج عالمي للأفيون. وتقدر الأممالمتحدة إنتاج 2016 بما بين 4800 و6000 طن، مشيرة إلى ارتفاع كبير مقارنة مع 2015، حيث بلغ الإنتاج 3300 طن، فيما ازدادت المساحات المزروعة 10% خلال سنة.