تزامنا مع الانتصارات التي تحرزها الشرعية في جبهة نهم، تمهيدا لاقتحام العاصمة صنعاء وطرد عصابات الانقلاب منها، أكد وكيل محافظ حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء، هشام السعيدي في تصريح إلى "الوطن" أن التحالف العربي بقيادة المملكة أعاد لحضرموت أمنها المسلوب، بعد أن بثت عناصر تنظيم القاعدة الرعب والخوف بين أهلها، مشيرا إلى أن عملية تطهير المكلا والشريط الساحلي، أعقبها تأمين كافة المرافق الخدمية وعودة شبكات الكهرباء والمياه والحياة بشكل طبيعي. ووصف السعيدي عبث ميليشيات تنظيم القاعدة في المدينة بأنه "فظيع"، حيث لم تسمح العناصر المتطرفة للمواطنين بالتجول في الطرقات وممارسة أعمالهم اليومية، فضلا عن غياب كل مقومات الدولة فيها، من خلال تعيينهم لمسؤولين من صفوفهم، في مديريات المكلا، والشحر، والغيل، التي اختيرت بسبب مواقعها الاستراتيجية، لتسهيل تهريب الأسلحة والمتفجرات عبر موانئ تلك المديريات. وأشاد السعيدي بدور التحالف العربي في دحر مقاتلي القاعدة من كامل محافظة حضر موت عبر الضربات الجوية، بالإضافة إلى تدريب قوات النخبة التي مهدت الطريق للتحرير، وإرجاع الحياة الطبيعية لسكانها. خيانة المخلوع أبان رئيس مؤسسة "أبعاد"، عبدالسلام محمد، أن خيانة المخلوع علي عبدالله صالح، لليمن بفتح مخازن الجيش لعناصر تنظيم القاعدة، ساعد المتطرفين على إقامة إمارات إسلامية متطرفة، فضلا عن معسكرات شبوة وحضرموت الأخرى، مشيرا إلى أنه منذ ذلك اليوم تمدد تنظيم القاعدة واستغل الفوضى وحالة الفراغ، مع تواطؤ ميليشيات صالح، حتى أتت ضربات التحالف لتجهض تلك المخططات. وأكد أن الحضور الإيراني في اليمن كبير ومفضوح، من خلال تهريب السلاح للحوثيين وفلول صالح، وإرسال المستشارين العسكريين لإدارة المعارك على الأرض، لافتا إلى أن إطلاق سراح المحبوسين في المحافظة كان خطة المخلوع لبث الفوضى والبلبلة، قبل أن يتم إرسالهم إلى جبهات القتال في تعز وعدن وشبوة وغيرها. وأوضح عبدالسلام أن تنظيم القاعدة يشارف على التلاشي في البلاد بفعل جهود التحالف العربي، فيما كانت المخاوف كبيرة من اتجاه عناصر تنظيم داعش إلى مأرب للاستيلاء عليها، قبل أن يتم تطهيرها بالكامل وإزالة الألغام والمواد المتفجرة، محذرا من وجود اختراقات في عدن، وضرورة إعادة هيكلة المنظومة الأمنية فيها. صفقات القاعدة أكد عبدالسلام أن المخلوع علي صالح، أراد أن ينتقم من الشعب اليمني، على خلفية الاحتجاجات التي قامت ضده في عام 2011 وأسقطت نظامه، عبر التحالف مع قيادات تنظيم القاعدة وتسليمهم مخازن الأسلحة والموانئ النفطية على طول ساحل محافظة حضرموت، مشيرا إلى أن تغلغل المخلوع في مفاصل الدولة مكنه من عرقلة أي عمليات تحرير تقوم بها الشرعية، وساعده في ذلك المنظومة العسكرية والمخابراتية التي ما زالت تحت قبضته، لافتا إلى أن إيران تظهر عطفها وتباكيها على المدنيين من جهة، وفي نفس الوقت تقوم بتمويل الميليشيات بالأسلحة لقصف الأحياء السكنية التي لا تدور فيها عمليات عسكرية. واختتم رئيس مؤسسة "أبعاد" بالقول إن هنالك بعض المتطرفين الذين يتعاملون مع تنظيم القاعدة، بينما هم في ذات الوقت قيادات كبيرة في أجهزة المخابرات، استغلوا عمليات التحرير في بعض المناطق الجنوبية، وعقدوا صفقات دبابات وأسلحة كبرى ومركبات عسكرية، يصل سعر المركبة الواحدة إلى أكثر من 50 ألف دولار، مؤكدا أن هناك مخططا كانوا يسعون إليه منذ وقت بعيد وهو إقامة إمارة متشددة في أبين، بعد السيطرة على البنوك الموجودة بها لتمويل حروبهم الدموية، لافتا إلى أن ضربات التحالف أدت إلى تشتيت شملهم ودفعتهم إلى محاولة الرد عبر توجيه ضربات منفردة لا قيمة لها، قبل أن يستغل الانقلابيون الهدن المتلاحقة لاستمرار تهريب الأسلحة الإيرانية وإعادة تنظيم صفوفهم.