نحن أبناء وطن واحد، توحدنا عوامل مشتركة لا تعد ولا تحصى، أكسبته قوة ومتانة على مر العصور. ابتدع أعداؤنا معول المذهبية وعزفوا عليها وترا نشازا لإحداث الفرقة وفصم عروة وحدتنا وتوحدنا وزرع القلاقل والفتن في أرض اختصها الله برسالاته واستودعها مهبطا للوحي وجعلها رفدا للأمن والأمان. لم يرق ذلك لأعداء الإسلام والأمة العربية فراموا العوث فسادا باختطاف أبنائنا واستلاب فكرهم ووجدانهم واستيداعها في براثن المذهبية الماحقة واستغلالها خدمة للآخر المتربص بنا والمضمر شرا لنا. إن الشعوب هم عدة الدول وعماد قوتها وسر بقائها طودا شامخا وسدا منيعا يحميها من التدخلات الخارجية لأعدائها. لم تعد الحروب في الوقت الحاضر؛ حصرا على المواجهات العسكرية والتدخلات المباشرة باحتلال أراضي الدول وقتل شعوبها وتدمير مقدراتها وسلب مدخراتها. فوجهوا سهام غدرهم لتفتيت اللحمة الوطنية وإلحاق الوهن بها من الداخل، باستراق شعوبها وتشرذمهم في بؤر مذهبية ومستنقعات حزبية كفيلة بقتل شعورهم بالانتماء لأوطانهم وتبديد ولائهم لقادتهم وولاة أمرهم، وتحويلها لانتماءات خارجية وولاءات تتعلق بأستار الآخر وتنفذ أجنداته وتحقق أهدافه بشعور أو بدونه. لم يجد ملالي إيران وساستها بابا يلجون من خلاله للفت في عضد الوحدة واللحمة الوطنية السعودية إلا باب المذهبية ورفع شعلة الحزبية لإشغال المملكة من الداخل وصرفها عن التصدي لأحلام ومطامع إيران التوسعية في المنطقة العربية بزعم إعادة أمجاد الدولة الفارسية. فقد تصدت الحكومة السعودية لدولة الملالي وبددت حلمها الكبير في التوسع والتمدد بالعالم العربي وضربتها في مقتل في كثير من الأقاليم العربية. وإني لأوجه دعوة صادقة من القلب وإلى قلب كل مواطن غيور على بلده، وإلى كل مواطن مغرر به بأن يظل لبنة صالحة في وطن الخير والعطاء والنماء ويبقى شوكة في حلق الأعداء الطامعين. وآني لأتوسل إليه بأن يمعن النظر مليا ويفكر بعمق ويسترجع حقيقة النعم التي يعيشها ويتمتع بها في وطنه العزيز، السعودية.. التي لم يأل قادتها جهدا ولم يدخروا وسعا في توفير الحياة الكريمة لمواطنيها في كافة أرجاء الوطن الغالي. وإني لأهمس في أذني المغرر بهم بسؤال ما الذي ستقدمه الحكومة الإيرانية له ولأمثاله المغرر بهم؟ إن جمهورية إيران الإسلامية دولة ليس لها من اسمها نصيب سوى الضحك على ذقون البسطاء واستمالتهم إليها وجعلهم وقودا في حربها ضد الإسلام الذي تطبقه دولتنا شريعة ومنهاجا. وليعلم أولئك المغررون بأن إيران دولة غنية وشعبها فقير لكون ساسة إيران بددوا المليارات في تصدير الثورة وجعل المنطقة العربية تغلي بلهب الوقود الإيراني ونشر المذهبية في ربوعها، تمهيدا لابتلاعها لاحقا كما فعلت في دولة العراق الشقيقة وفي سورية الحبيبة الجريحة وهما الآن محتلتان بكل أسف من الجيش الإيراني، وكذلك فعلت في لبنان وكانت ستفعل في اليمن لولا تدخل المملكة العربية السعودية وردع أتباعهم الحوثيين من الاستيلاء على اليمن الشقيق. أفيقوا أيها المواطنون الشرفاء ولا تكونوا أداة ودمى في أيدي المجوس الإيرانيين، يسخرونكم لتحقيق غاياتهم الدنيئة في زعزعة الأمن ونشر الفوضى والقلاقل والفتن في أرضكم المباركة، أرض المملكة العربية السعودية.