أكد حرفيون "سعوديون" متخصصون في 3 صناعات تقليدية "يدوية"، اشتهرت فيها مدن وبلدات الأحساء بمزاولتها على مدى مئات السنين ل"الوطن"، عن شح نحو 3 خامات أساسية، معبرين عن قلقهم إزاء ذلك النقص، الذي قد يتسبب في اندثار هذه الحرف التقليدية، وتوقفهم عن مزاولة الحرفة. وأوضح مصدر في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء ل"الوطن" أن إجمالي أعداد الحرفيين في الأحساء نحو 140 حرفياً وحرفية، ويعملون في نحو 15 حرفة وصناعة تقليدية ويدوية. طين أقل جودة أشار الحرفي صالح الغراش، إلى عدم توفر مادة "الطين" المناسبة لصناعة الفخاريات في الوقت الحالي، مبيناً أن أفضل موقع لاستخراج الطين في الأحساء بالقرب من عين الحارة في مدينة المبرز، وحالياً لا يتوفر "الطين" في هذا الموقع، لافتاً إلى أن نوعية أخرى من الطين أقل جودة هي الموجود، ويتضح انخفاض جودة الطين الحالي بالتصدعات في المباخر عند إشعال الحرارة. وذكر الحرفي صالح الحميد "المداد والحصر"، أن الحصول على نبات "الأسل" في الأحساء لا يأتي إلا بمشقة، وبكميات قليلة جداً، وذلك في مناطق صحراوية بعيدة عن النطاق العمراني وذلك امتداد طريق العقير وبحيرة الأصفر، ويتطلب الحصول على الجيد منه بحثا مضنيا، لافتاً إلى أنه قبل عدة أعوام كانوا يجلبون هذا النبات من المزارع القريبة من النطاق السكني في الواحة الزراعية، في المواقع التي تكثر فيها مياه الري الزراعي، ومن أبرز المواقع بلدة الجرن شمال الأحساء، مضيفاً أنه يحتفظ حالياً بكمية محدودة بغرض المشاركة فيها في المحافل والمهرجانات المحلية والخارجية، كمهرجان التراث والثقافة في الجنادرية. اختفاء الجص الأحسائي قال الحرفي عبدالله الشبعان "متخصص في النقوش والزخرفة"، إن هناك اختفاء كليا لمادة "الجص" في الأحساء، وكان الموقع الوحيد الذي يستخرج منه هذه المادة بالقرب من بلدة الطرف في الأحساء، وتحديداً في منطقة تعرف ب "المجصة"، لافتاً إلى أن الأحساء، امتازت خلال السنوات الماضية بنقوش وزخارف خاصة تختلف تماماً عن المناطق الأخرى وتتميز بالجودة، مشيراً إلى أنه حالياً تم استبدال مادة "الجص" بمادة أخرى وهي الجبس الفرنسي، أو الجبس العادي بعد إضافة بعض المواد الأخرى، وهو ما يفقد النقوش والزخارف الجمال والأصالة.