يأتي اهتمام الدولة بالحرف التقليدية في المحافل والمهرجانات السياحية لربط جسور الماضي والحاضر، بحيث يستلهم الزائر الخصوصية المميزة لما تحوية، من كنوز معرفية أنجزها الصانعون بمهارة فائقة الجمال، ويتعرف على ذاكرة الوطن المثيرة لدهشة الأطفال وفرحة الآباء والأبناء . وبما أن أصالة الحرف مصدر ألهام لتحريك عنصر الحداثة في الفنون والأشكال الهندسية الحديثة بالعودة لكنوز الماضي التراثية لذا يقول مساعد المسئول عن الحرف في قصر إبراهيم بمهرجان صيف الشرقية 1424ه أحمد الزيد المملكة غنية بكنوزها التراثية، خاصة واحة الأحساء ، حيث يوجد أكثر من 100 حرفة لم تندثر إلى الآن، كما أن ما نسي تمت استعادته بفضل من المهتمين بالتراث في المملكة، ولعل أولها معرض بين الأمس واليوم ثم افتتاح مهرجان الجنادرية عام 1405ه. ويضيف الزيد عن أبرز المشاركين في المعارض المحافل الدولية والداخلية هم من حرفيي في محافظة الأحساء، لتميزهم، واهمها الحياكة ورافي البشوت وخياطة الملابس النسائية ودقاق الزري والسروج والملايف والعسس ومجسمات قرانية والاختام والعربة والذهب والزنبور والدواحة والكر ومساند القطن والليف ومساند الطرف والمناشف والأبواب بالأعواد والعماريات والأبطنة وخباز التنور والحواج وحفظ التمر والسيوف والخناجر والدباسة وأبو طبيلة والرصاصة والبارود والقرقيعان والمثافيخ والطواقي والنجار والوزرة والحلوى والخروج والمزاوى وشدايد الجمال والمدور والدلال والنيايط والجذوع والصار وملاق وخباز التاوة وعربة القاز والزبيل وبائع المملح وبناء الطين وتفطير اللقاح ودباغ الجلود وحياكة البسط ودق العسق وطاحن الرحى ودماج الحبال والباجلا وعمل الجص والمهابش وعمل المعمول ومجلد الكتب والملبن وزخرفه الجص والغراب للحمل والدلو والغربة والسقا ونسيج الاحرامات وبائع البذور والعطار والسلال والمجبر ووعرض الصقور والتحنيط ونهام البحر والدبابيت وغزل الصيد والقرقير وبائع الربيان والنوخذة والطواش وشبك الصيد ومجدم وسيب وغيص وفلاف والربابة والمقهى الشعبي والسدو ... جميع الأدوات الصناعية ذات أداء وظيفي خدم الإنسان بالماضي وعرفت به، بعض الأسر، وقد دونت معظم المعلومات في كتيب به معلومات عن الحرفة ومجموعة من الصور لتاريخها . الزمن الجميل وتحدث عبد الله حمد المطلق عن معاصرته للزمن الجميل لا سيما عراقة الحرف الشعبية، خاصة بالأحساء التي مارسها الآباء والأجداد والأمهات فبعضها لا تزال تزاحم تقنية العصر وبعضها اندثر وطوي في صفحة الأيام، واردف المطلق: الحرف متنوعة ومتعددة، لذا سأقتصر على بعض المعلومات الحرفية لما تحتاجه من وقت وجهد ودقة في المعلومات لرصد واقع هذه الحرف الشعبية بما في ذلك ممارسيها وآلاتها الدقيقة . وذكر أنه وسط ضجيج الحرفيين الذين لا تهدأ أصواتهم بالمهرجانات استنشقنا عبق الماضي، حيث استقل أصحاب الصناعات الحرفية، الخامات في البيئة مثل سعف النخيل والليف لصناعة الأقفاص وعمل الحبال، كما صنعوا الصوف والفخار والمداد والجريد والجبال والأدوات الزراعية اليدوية لذا نعقد باستمرار الكثير من الندوات والمحاضرات تدعو للمحافظة على التراث والمأثور الشعبي، فلابد من الاهتمام بالصناعات الريفية وإنشاء المعارض والمتاحف لعرض منتوجاتها . كنوز الفنون التقليدية واشارت مديرة السوق النسائي وشعبة النشاط المدرسي بإدارة التربية والتعليم، بالأحساء المشرفة فاطمة الجبر لأهمية الحفاظ على الموروث التقليدي من تاريخنا، الذي يحتوي على كنوز من الفنون التقليدية قام بابداعها الحرفيون والحرفيات بطريقة مذهلة، رغم بساطة الحياة قديما وقلة الخامات البيئية المتوفرة آنذاك، وقد حفل السوق النسائي بعرض للحرف ومهارات الأنشطة المدرسية من العام للخاص في اسهاب فريد كحبات لؤلؤية خرزة القيم الجمالية والنفعية في كل حرفة يدوية تقليدية تشابهت مع الحديث، رغم اختلاف الزمان والمكان، فمتى ما نسينا الحرفة أصبحت مجتمعاتنا فاقدة الذاكرة التراثية وصور التقاليد الاجتماعية والفنون الشعبية والأدوات لحقبة زمنية مضت . الزائرات شهود عيان للتاريخ وتضيف الجبر: أنامل أمهاتنا وجداتنا نقشت بمهارة لوحة عتيقة أكملتها طالبات مدارسنا بحرفية دمجت بها القديم والحديث وواكبن بابداعاتهن اقبالا منقطع النظير في المهرجانات المدرسية والصيفية لتؤكد الذوق الجمالي العام والقدرة المطلقة الحرفية المتجددة بين الأم وابنتها استغناء عنها، وما نستقبله من كلمات الشكر اليومية من الزائرات وتقديرهن كشهود عيان للجهود من الرعاة واللجان العاملة إلا دليل على نجاح اللغة الحرفية الجمالية لذا ارتدينا لهن ثوب النشل وفرشنا طريقهن بالرياحين وأريج المرش ولمسنا فرحة الأطفال بالماضي الجميل . مقوم أساسي للسياحة الوطنية واكد المسئول عن الحرف اليدوية بمهرجان صيف الشرقية 1424ه يوسف الخميس على أن الحرف والصناعات الشعبية اليدوية ومنذ أقدم العصور تعتبر من الفنون التقليدية المعاصرة وحقلا من حقول التجارب الحضارية فقد كانت أحد المظاهر الأساسية التي تشكل العمق التراثي والأصالة والبعد الثقافي الشعبي الذي يرتبط بالمجتمع في ماضينا وحاضره مستمداً من الأجداد ثقافتهم وعاداتهم، حيث أن ممارسة هذه الحرف تعد متعة ودورا هاما في الترابط الاجتماعي والأسري وبتقدم الاقتصاد والتكنولوجيا ووجود البدائل الحديثة من صناعات واختراعات وانصراف الناس إلى كل ما هو جديد بشكل فعال لانقراض الحرف بشكل كبير وأصبحت مجرد قطعة تزين أرفف الجدران وديكور المنزل فلا يوجد للأسف دور فعال لمؤسسة أو جهة تساهم في الاهتمام بهذه الحرف وتطويرها واستمراريتها لما تأرجحت بين الاستمرارية والانقراض . إنشاء مراكز للتدريب وشدد مدير مركز النخلة للصناعات الحرفية المهندس عبد الله عبد المحسن الشاب على ضرورة الاهتمام بالحرف والحرفيين، حيث نرى أسراً بالكامل تمتهنها ، لذا تطلب إنشاء المركز لنقل خبرة الأحداد للشباب والشابات من أجل البقاء، طالما اندثر أغلبها وهي مورد رزق يومي لصناعة بسيطة استخدمت خامات البيئة منخفضة التكاليف . وقد أتى افتتاح المركز التدريبي للحرف في نفس سياق اهتمام الهيئة العليا للسياحة بالبرامج الثقافية والتراث وكذلك مع المهرجانات المختلفة كمهرجان الجنادرية الذي يساعد تسويقها واستمرارها، رغم أن ممارسة الحرفة تواجه عزوف الشباب لانخفاض الدخل حيث لا توجد بدائل للحرفي القديم، ولكن التدريب مهم للحفاظ عليها سواء برعايتة الحكومة أو القطاع الخاص، لتسويق منتوجاتها، ومن أمثلة الصناعات القابلة للتطوير منتجات النخلة (الحصر والسلال والسفر والمناسف والقبعات والمهفات والأقفاص والمنتجات الفخارية (الجرار والقدور والمباخر والمزهريات وأصايص النباتات) والحياكة والمنتجات النسيجية (المشالح والعباءات) والصياغة (مشغولات الذهب للزينة النسائية أو التطوير (أغلفة الخناجر والسيوف) ، لذلك لابد أن تكون الدورات على أسس علمية لمدة قصيرة لا تتجاوز الشهر، يتبعها دورات منفصلة ودورية للذكور والإناث بالمدن والقرى على حد سواء، بواسطة القطاعين العام والخاص، ودعم الأجهزة الرسمية للمركز يساعد في إيجاد فرص وظيفية تحد من حجم البطالة النهوض بالمستوى الاقتصادي ورفع الروح المعنوية خاصة لربات البيوت وذوي الاحتياجات الخاصة. واردف الشايب : عن عناية الأمم بإقامة المهرجانات المختلفة رياضية أو تجارية أو ثقافية لما لها من حضور مميز وجماهيري غفير فهي وسيلة ترويجية هامة لقدرتها على تكثيف العمل وشحذ الطاقات بمكان معين لذا البعد الزماني يساعد على نجاحها ومهرجان التراث والثقافة يدخل ضمن إطارها للتعريف بمجموعة من الحرف ويمنح فرصة للأجيال الشابة وفرصة للتسويق مع إضفاء روح الوطنية من خلال التعرف على قدرات الأجداد ومستجدات المتسوقين لتطوير المنتج ومن جانب آخر يرفع الروح المعنوية للحرفيين كأعضاء نافعين بالمجتمع بالاهتمام بهم ولا ننسى الدور الإعلامي لنقل صورة الماضي التاريخية. بقاء هذه المهن بحاجة إلى دعم واهتمام شباب عادوا لمهن الأجداد