أجمع عدد من المسؤولين على أن الخطاب الملكي، الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى الأربعاء الماضي، بعث برسالة اطمئنان إلى الشعب السعودي بأن الأزمة المالية الحالية سوف يتم تجاوزها، كما تم في الأزمات المالية السابقة، وأن المملكة ستعود أقوى اقتصاديا مما كانت عليه، وهو بالفعل ما سيتحقق -بإذن الله- مع رؤية المملكة 2030. وأضافوا أن الخطاب الملكي أوضح بشفافية مطلقة النهج المستقبلي للمملكة. دليل إرشادي أكد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، أن الخطاب الملكي يمثل وثيقة تاريخية تتضمن أهم مسارات السياسة الداخلية والخارجية للمملكة في الحاضر والمستقبل. وأوضح في تصريح له أن الخطاب الملكي الكريم وضع ما يمكن وصفه بدليل إرشادي لمن يريد التعرف على النهج المستقبلي للمملكة في شفافية مطلقة، وصراحة معهودة، والتزام تام بثوابت مضى عليها عقود، إلى جانب تحديد المسؤوليات والآمال والتطلعات بدءا بالمواطن، حيث أكد الملك سلمان ثقته غير المحدودة بالمواطن السعودي وجديته، عاقدا عليه آمالا كبيرة في بناء وطنه بالعمل المخلص الجاد، والشعور بالمسؤولية الوطنية، وصولا للوزراء والمسؤولين وأعضاء الشورى الذين طالبهم بأن يضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينهم.
ركائز السياسة الداخلية وقال الأمير فيصل بن سلطان إن من أهم مسارات الخطاب التاريخي أن سياستنا الداخلية تقوم على ركائز أساسية، تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا، وتنويع مصادر الدخل، ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر، ويحفظ حق الأجيال القادمة. وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين بعث رسالة واضحة للمتربصين ببلادنا بأننا سوف نواجههم بكل حزم، وعلى كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن واستقرار بلادنا أن يراجع نفسه.
تعزيز الانتماء ونبذ التطرف أشاد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري بمضامين الخطاب الملكي الذي أكد على تمسك المملكة بكتاب الله -تبارك وتعالى- وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- منذ تأسيسها على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى يومنا هذا، وتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة، والتفاني في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من ضيوف الرحمن، والسير على طريق تأسس على مبادئ العدل والمساواة بين جميع المواطنين والمناطق على حد سواء، والأخذ بمبدأ الشورى في مختلف القضايا والشؤون الداخلية، والعمل على العناصر التي تحقق المحبة والتعاون والسلام مع المجتمع الدولي، وتحارب الإرهاب والتطرف والغلو، وتخدم مختلف القضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين. وأوضح السديري أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تسعى جاهدة إلى الوصول لتطلعات خادم الحرمين الشريفين، وتحقيق رؤيته من خلال تطبيق برامج وأنشطة مختلفة ومتجددة، تهدف إلى تعزيز الانتماء والمواطنة ونبذ التطرف والغلو، سائلا الله -عز وجل- أن يحفظ هذه البلاد المباركة ويحفظ لها ولاة أمرها، وأن ينفع بجهودهم الإسلام والمسلمين.
تجاوز الأزمة المالية نوه مدير جامعة نجران الدكتور محمد بن إبراهيم الحسن بمضامين الخطاب الملكي، مؤكدا أن سياسة المملكة ثابتة وقائمة على أسس متينة من الشريعة الإسلامية والقيم الإنسانية، حيث جمعت كلمة خادم الحرمين الشريفين بين الحرص على مواطني هذه الدولة المباركة، وتأمين كل ما من شأنه ضمان الأمن والاستقرار الذي هو السبيل إلى تحقيق مزيد من التطور والرقي، وبين الاهتمام بقضايا الشعوب العربية والإسلامية من خلال مكافحة الإرهاب والطائفية ومن يدعمها. وقال الحسن في تصريح له إن الخطاب الملكي بعث رسالة اطمئنان إلى شعب المملكة بأن هذه الأزمة سوف يتم تجاوزها، كما تم في الأزمات المالية السابقة، وستعود المملكة أقوى اقتصاديا مما كانت عليه، وهو بالفعل ما سيتحقق -بإذن الله- مع رؤية المملكة 2030. كما نوه الحسن بما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين عن دور المملكة في دحر الإرهاب، مشيرا إلى حجم الإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الداخلية في القبض على عدد من الإرهابيين، وإبطال مخططات إرهابية بوجود رجال أمن هذه البلاد، ودور المواطن أيضا في محاربة هذا الفكر الضال الداعي إلى التطرف. وأوضح الحسن أن المملكة منذ تأسيسها حرصت على لمّ شمل الشعوب العربية والإسلامية، والحفاظ على أمنها واستقرارها، والدليل على ذلك ما يحدث في دولة اليمن الشقيقة، حيث تسعى المملكة لأن يكون اليمن بلدا موحدا ينعم بالأمن والاستقرار، وألا يكون طريقا لجماعات طائفية أو متطرفة تخدم جهات خارجية تهدد أمن اليمن والمملكة على حد سواء.