واصل نظام بشار الأسد جرائمه في حلب، بتنفيذ الإعدامات الجماعية في الشوارع، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن توثيقا جديدا لضحايا النزاع الدامي الذي تشهده سورية منذ اندلاعه منتصف مارس 2011، سجل مقتل 312 ألف شخص، بينهم 90 ألفا و506 أشخاص من المدنيين. وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن، بأن عملية التوثيق شملت الفترة الممتدة من 18 مارس 2011 حتى 13 ديسمبر الجاري، موضحا أن من بين القتلى المدنيين نحو 16 ألف طفل. كما شنت قوات النظام هجوما بريا واسعا على ما تبقى من أحياء حلب المحاصرة، وسط اتهامات لتلك القوات بارتكاب مجازر وحرق مدنيين أحياء. وقالت مصادر إن قوات النظام جددت قصفها المدفعي العنيف على منطقة لا تزيد مساحتها على أربعة كيلومترات من أحياء حلب المحاصرة، ما يعرض حوالي 100 ألف شخص لخطر الموت. وأكدت الأممالمتحدة أمس، أن لديها تقارير عن قيام قوات نظام بشار الأسد ومقاتلين عراقيين متحالفين معها بقتل مدنيين في شرق حلب، بينهم 82 شخصا في أربعة أحياء مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية. عمليات انتقام عبر المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، عن قلق بالغ من وقوع عمليات انتقام بحق آلاف المدنيين الذين يعتقد أنهم ما زالوا يتحصنون في "زاوية من الجحيم" تقل مساحتها عن كيلومتر مربع وتسيطر عليها المعارضة، مشيرا إلى أن سقوطها بات وشيكا. وأضاف "التقارير التي لدينا عن أشخاص جرى إطلاق الرصاص عليهم في الشارع وهم يحاولون الفرار وأشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم، ولا شك أن هناك كثيرين غيرهم، والسبيل الوحيد لتبديد الهواجس والشكوك في وقوع جرائم، هو أن تكون هناك مراقبة من جانب هيئات خارجية مثل الأممالمتحدة." تحذير فرنسي دعت فرنسا أمس الأممالمتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع". وقال المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ينس لاريكه "الأمر يبدو انهيارا كاملا للإنسانية في حلب". كما قالت تركيا أمس إنها تشعر "بالغضب والفزع" جراء ما وصفتها بالمذابح التي يرتكبها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين في شرق حلب، وأضافت أن تصرفاتهم انتهاك كبير للقوانين الإنسانية الدولية. ودعت وزارة الخارجية التركية في بيان إلى وقف فوري للهجمات وإجلاء آمن للمدنيين في شرق حلب، مشيرة إلى أن النظام لا يمنح المدنيين الراغبين في الخروج من حلب فرصة، وأن هذه التصرفات بمثابة إعدام جماعي. وأضافت أنها تشعر بقلق بالغ من أن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في حلب قد يواجهون مصيرا مشابها. كبار العلماء تستنكر العجز الدولي استنكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حالة العجز الدولي تجاه المجازر التي ينفذها النظام السوري المجرم، في حق المدنيين العزل من أطفال وشيوخ ونساء في حلب المنكوبة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع. وقالت في بيانها الصادر أمس، إن النظام السوري المجرم ارتكب أبشع الجرائم، بما لا يعرف له في التاريخ المعاصر مثال، مؤكدة أن عالم اليوم يحتاج إلى المواثيق العادلة التي يخضع لها الجميع، ولا يستثنى منها أحد من دول العالم كله، صغيره وكبيره، قويه وضعيفه، ناميه ومتقدمه؛ حتى تصان الحقوق والدماء، ويسعد الجميع بالسلام والاطمئنان، فيجب على المجتمع الدولي أن يتجاوب مع نداءات العالم وصوت ضمير الإنسانية، لإيقاف هذه الحرب الظالمة، ومحاسبة المجرمين. اتفاق لإجلاء المقاتلين والمدنيين أعلن مسؤول في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب، التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة ياسر اليوسف، إنه "تم التوصل إلى اتفاق لإجلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب". وبحسب اليوسف، يتضمن الاتفاق "إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، وبعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف". وينص الاتفاق على أن "المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو باتجاه محافظة إدلب". ومن جانبه، أكد القيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد رمضان عبر الإنترنت إتمام الاتفاق. وقال "هناك اتفاق حول ذلك، ونترقب تطبيق التفاهم بشأن خروج المدنيين أولا".