دعا مقاتلو المعارضة في شرق حلب المحاصر إلى «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام»، وإجراء مفاوضات بشأن مستقبل المدينة، وإجلاء «الحالات الطبية الحرجة والمدنيين»، وذلك ضمن خطة إنسانية، نُشرت أمس الأربعاء. وقال مسؤول بالمعارضة مقيم في تركيا لرويترز إن الخطة أُرسلت إلى الأطراف الدولية التي لم ترد بعد. ودعت وثيقة «المبادرة الإنسانية»، التي صدرت باسم مجلس قيادة حلب، كل الأطراف المعنية لمناقشة مستقبل المدينة بمجرد أن تخف وطأة الوضع الإنساني في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. وطالبت الوثيقة التي تحمل اسم «مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة» بإجلاء «الحالات الطبية الحرجة.. ويقدر عددها ب500 حالة تحت رعاية الأممالمتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة». كما طالبت بإجلاء كل المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب «إلى منطقة ريف حلب الشمالي؛ إذ إن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة». وأضافت الوثيقة «عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الإنسانية في مدينة حلب الشرقية تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة». وعادة ما كان يتم نقل المقاتلين والمدنيين من مناطق تسيطر عليها المعارضة في أنحاء سوريا إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة أيضًا، وفقًا لاتفاقات تسوية مع جيش نظام الأسد. في سياقٍ آخر، أعلن الجيش الروسي أمس الأربعاء وفاة ضابط روسي برتبة كولونيل، يعمل مستشارًا عسكريًّا في سوريا، متأثرًا بجروح أُصيب بها في قصف لمسلحي المعارضة في حلب. وتكبدت روسيا كبرى الخسائر في الأول من آب/ أغسطس مع مقتل خمسة أشخاص في تحطُّم مروحية، أُسقطت في شمال غرب سوريا. كما قُتلت الاثنين ممرضتان تابعتان للجيش الروسي في قصف لمستشفى ميداني من جانب مسلحي المعارضة في حلب، حسب موسكو. من جهة أخرى اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الاربعاء روسيا بعرقلة مساعي الاممالمتحدة حول سوريا بعد استخدامها مع بكين حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو الى اعلان هدنة من سبعة ايام في مدينة حلب. وقال هولاند في بيان «هذه العرقلة المنهجية التي تمارسها روسيا تتماشى مع منطق التدمير الذي يتبعه نظام بشار الاسد والذي يمس بالسكان المدنيين العزل». سيطرت قوات النظام السوري على كامل أحياء حلب القديمة التي كان يتواجد فيها مقاتلو المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء. وقد دعت الفصائل المعارضة في حلب الى اعلان «هدنة انسانية فورية» من خمسة ايام في شرق المدينة. وقال المرصد ان عدد الاشخاص الذين نزحوا من احياء حلب الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام السوري عليها في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر فاق الثمانين الفا. واستخدمت الصينوروسيا الاثنين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قانون في مجلس الامن الدولي يطالب بهدنة مدتها سبعة ايام في حلب، وذلك للمرة السادسة منذ بدء النزاع في آذار/ مارس 2011 بالنسبة لروسيا والخامسة بالنسبة للصين.