تقدمت كتائب نظام بشار الأسد أمس الجمعة في بعض الأحياء المحاصَرة في مدينة حمص بهدف تضييق الخناق على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليها. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن قوات النظام سيطرت على «مبانٍ وكتل بنائية» في حيي «باب هود» و»وادي السايح»، لكنه قال إن «هذا التقدم لا يغير أي شيء في موازين القوى»، إذ أن القوات النظامية «لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها». وأفاد المرصد بأن الأحياء المحاصرة تعرضت أمس الجمعة لقصف بالطيران المروحي، مع تواصل الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي كتائب المعارضة من جهة أخرى. ومن أبرز الأحياء المحاصرة حمص القديمة و»باب هود» و»وادي السايح»، وتقع هذه المناطق التي لا تتعدى مساحتها 4 كيلومترات مربعة، تحت حصار خانق مفروض من القوات النظامية منذ نحو عامين. وقال رامي عبدالرحمن إن «المعارك هي على شكل حرب شوارع»، مشيراً إلى وجود «مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في إطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية». ومطلع العام الجاري، تم إجلاء نحو 1400 مدني من الأحياء المحاصرة في إطار اتفاق أشرفت عليه الأممالمتحدة، ولا يزال في هذه الأحياء نحو 1200 مقاتل و180 مدنياً بينهم 60 ناشطاً. من جانبهم، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الأول الخميس، عن «قلقهم الشديد» حيال مصير المدنيين المحاصرين، مطالبين ب»التطبيق الفوري للقرار 2139» الصادر في 22 فبراير الماضي والداعي إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في سوريا. كما طالب الموفد الدولي، الأخضر الإبراهيمي، النظام والمعارضة «بإلحاح» بالعودة إلى طاولة المفاوضات للاتفاق على رفع الحصار. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بشن الطيران الحربي «15 غارة منذ صباح الجمعة على بلدة المليحة ومحيطها»، تزامناً مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام مدعومة بحزب الله اللبناني على أطراف البلدة وفي محيطها. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد إلكتروني بأن البلدة تتعرض لقصف مدفعي «همجي» وتشهد «اشتباكات عنيفة على جميع المحاور». وتتعرض المليحة منذ الأسبوع الماضي لقصف جوي ومدفعي مكثف، مع محاولة النظام اقتحام هذه البلدة الواقعة على المدخل الجنوبي للغوطة الشرقية المحاصرة، التي تعد من أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق. وفي حلب (شمال)، أفاد المرصد السوري بمقتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف جوي استهدف حيي «طريق الباب» و»باب قنسرين» الواقعين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق المدينة. وفي شمال غرب المدينة، تواصلت المعارك في محيط ثكنة هنانو، وهي من الأكبر للقوات النظامية في البلاد، بحسب المرصد. وشن المقاتلون أمس الأول هجوماً على الثكنة الواقعة على مرتفع يشرف على طريق إمداد رئيس من الريف الشمالي، ما أدى إلى مقتل نحو 50 عنصراً من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وتزامناً مع معارك الخميس، استهدف المقاتلون بقذائف الهاون عديداً من الأحياء التي يسيطر عليها النظام في غرب حلب، ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً، بحسب ما أعلن المرصد السوري أمس. وأدى النزاع السوري المستمر منذ ثلاثة أعوام، إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد.