(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، عندما نتلو هذه الآية الكريمة نتذكر كل جسد طاهر مسجى بعلم التوحيد لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم وهم يذودون عن حياض الدين والوطن في الحد الجنوبي. وعندما نقف أمام التوجيه النبوي الكريم بقوله صلى الله عليه وسلم (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا) متفق عليه. ندرك حقيقة الواجب الديني والوطني الذي يحتم علينا جميعا الوقوف مع أسر شهداء الواجب الذين قضوا نحبهم دفاعا عن دينهم وعقيدتهم ووطنهم ومقدساتهم بكل ما نستطيع ونخلفهم في أهلهم وذويهم ابتغاء ما عند الله من الأجر والثواب واستشعار روح المواطنة الحقيقة والمسؤولية الاجتماعية والإنسانية تجاه أسر الشهداء.. وفي الحقيقة أن ذلك لم يكن ببعيد عن ولاة أمرنا حفظهم الله، فقد أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" رعاية واهتماما خاصا بأسر شهداء الواجب وذويهم بتلمس احتياجاتهم وتقديم كل ما يحتاجونه من الخدمات الاجتماعية والاحتياجات المادية والرعاية النفسية والمعنوية، من خلال برامج عديدة ومشاريع اجتماعية موجهة تنفذها مؤسسات الدولة المختلفة، يأتي من بين تلك المؤسسات الفاعلة وزارة الداخلية التي سخرت كافة قطاعاتها لخدمة ذوي الشهداء وأسرهم، إنفاذا للتوجيهات الكريمة للأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية "حفظه الله" بمتابعة أوضاع أسر شهداء الواجب الذين قضوا نحبهم دفاعاً عن دينهم ووطنهم، وتقديم كافة الخدمات اللازمة لهم، يأتي من بين تلك الخدمات "خدمات الجوازات"، حيث بادرت المديرية العامة للجوازات بتوجيه من مدير عام الجوازات اللواء سليمان اليحيى بتخصيص مكتب يعنى بخدمة ذوي شهداء الواجب تحت مسمى (مكتب خدمات ذوي الشهداء) بكل إدارات جوازات المناطق المنتشرة في المملكة ويرتبط هذا المكتب مباشرة بمدير جوازات المنطقة لإعطائه مزيدا من العناية والاهتمام بطالب الخدمة من ذوي الشهداء. وفي منطقة عسير كمنطقة حدودية تفخر بأبنائها الشهداء تم افتتاح مكتب خاص لخدمة ذوي الشهداء بجوازات المنطقة بأبها، دشنه مدير جوازات المنطقة العميد سعد الخالدي بحضور والد الشهيد (سليمان بن علي المالكي) أول شهيد في عاصفة الحزم من منسوبي حرس الحدود، وقد تم تجهيز المكتب بقوة بشرية وآلية بهدف تقديم كافة خدمات الجوازات لأسر الشهداء وذويهم، بحيث يستقبل الموظف ذوي الشهداء وأسرهم في مكتب خاص، وإنهاء إجراءاتهم من نفس المكتب دون التوجه للمكاتب الأخرى، وإن كان في الحقيقة أن خدمات الجوازات أصبحت إلكترونية ويمكن تنفيذها من أي مكان وتطبيقات موجودة على الأجهزة الذكية. ويمكننا القول إن هذه المبادرة الإنسانية التي أعلنتها المديرية العامة للجوازات تبعث رسالة إيجابية لجنودنا البواسل المرابطين على الحد الجنوبي بأن أسرهم وذويهم محل عناية واهتمام رجال الجوازات وكل مسؤول في الدولة، وهذا بلا شك ينمي روح التعاون والتكامل بين أبناء الوطن كروح الجسد الواحد ويرفع معنويات المشاركين في مهام الدفاع عن الدين والوطن من خلال تلمس احتياجات أسرهم وذويهم وتقديم كل ما يحتاجونه وتنمية المسؤولية الاجتماعية تجاه أسر وذوي الشهداء، وتأكيد للنهج الذي تقوم به الدولة تجاه أبنائها الشهداء وأسرهم ليجسد عمق التلاحم وحرص الدولة رعاها الله بأبنائها.