لا نشكك مطلقاً في وطنية كل الفئات والطبقات والأجناس السعودية، ولا مساومة على ذلك مثلما أننا لا نشكك في تقدير كل المواطنين للدور الرائد والرائع والإنساني الذي يقوم به جنودنا المرابطون على حدودنا الجنوبية والشمالية، ولا نشكك كذلك في الرغبة الصادقة للجميع أن يفدوا الوطن وأهله بالغالي والنفيس وبالمال والولد والروح، لأن الوطن للجميع والنفس لصاحبها، ونحمد الله أن من تولى ذلك عنا هم إخواننا العسكريون في مختلف القطاعات العسكرية، ولقد تدافع المواطنون والأجهزة الرسمية المعنية وكذلك الجمعيات الأهلية والخيرية في إظهار الواجب تجاه هؤلاء الأبطال وأسرهم مصداقاً لحديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وتوجيهه الصادق الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث قال (من جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله فقد غزا) تحقيق لمبدأ إنساني وإسلامي كريم هو التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المدني والعسكري، وكذلك فيه بث لروح التعاون والعمل كالجسد الواحد ورفع لمعنويات المشاركين والمرابطين للدفاع عن الوطن ومقدساتهم ومواطنيه، وكذلك فيه تلمس لاحتياجات أسرهم وذويهم وتقديم ما يحتاجون أثناء غياب رب الأسرة والكثير من الفوائد التي لا تخفى على مواطني هذا البلد الكريم. هذا الهم الوطني وللأسف لم نره مثلما نريد في الوسط الرياضي بكل تفاصيله ولا ضمن أحاديث قياداته ومنسوبيه وإن وجد فهو كذر الرماد في العيون، والغريب ان المشهد الرياضي هو في رحم مجتمعنا الرحيم فلا يمكن أن تجد رياضياً إلا وله قريب أو صديق ضمن المرابطين أو المعنيين بالمرابطة، ويشعر لا شك بما يشعر به الآخرون من المواطنين تجاه المرابطين وأسرهم والشهداء -رحمهم الله- وأسرهم ولكن لماذا لم يتحرك نحو الواجب في هذا الهم مسؤول رياضي أو إداري في ناد أو لاعب ومدرب، ولماذا لم نسمع عن مبادرات تمثل أكثر من 60% من التعداد السكاني وهم الشباب، ثم لماذا لا نجد من يتحدث باسمهم سواء في هيئتنا الرياضية أو اتحاداتها وأنديتها، لماذا لا نشاهد فينا إسهاماً مادياً أو إعلامياً أو معنوياً طيلة هذا العام وما قبله، وأرجو أن نسمع فيما بعد شيئاً يقنعنا أن من يمثل الشباب قام بالواجب وليس تفضلاً مهما كانت المبادرة والدعم والمساندة، ويسرني ان أورد بعض المقترحات لعلها وغيرها تكون سبباً لأداء الواجب وهي: - الإعلان عن التبرع بدخل مباراة منتخب أو ناديين أو ناد واحد إلى أسر المرابطين والشهداء والإعلان مسبقاً عن ذلك ليكون حافزاً لمزيد من الحضور الجماهيري لتحقيق التكافل الحقيقي بين أفراد المجتمع. - تخصيص نسبة من عقود الرعاية الخاصة بالأندية أو دوري جميل وغيره وكذلك عقد رعاية المنتخب وتوجيهها اما لسداد ديون المرابطين أو احتياجات أسرهم أو دعم الصناديق المخصصة لذلك في القطاعات. - مشاركة مستشفى الأمير فيصل بن فهد ومنسوبيهم من الأطباء والفنيين في الاسعافات على الحد الجنوبي أو دعم مستشفيات الحدود أو استضافة الجنود المصابين أو دعم ومساندة الجهود مع مستشفيات القطاع الخاص. - إطلاق مبادرات ثنائية مع القطاعات العسكرية الثلاثة وكذلك مع التربية والتعليم (بنين وبنات) لدراسة الاحتياجات والمساهمة معهم في تحقيقها وتوفير الدعم المعنوي الذي تحتاجه كثيراً أسر المرابطين والشهداء. - تصميم عبارات لرفع المعنوية يضعها اللاعبون على لباسهم ويرفعها الجماهير في المدرجات أو تثبيتها كلوحات دائمة والتنسيق مع الرعاة الإعلاميين وتمديد فترة الرعاية لإطلاق مثل هذا الزخم المعنوي المؤثر. - تفعيل المسؤولية الاجتماعية للأندية مع جماهيرها وإطلاق حملات لجمع تبرعات يساهم فيها الجميع بما يستطيعون وتصرف، حيث يكون الاحتياج أكثر وسيفوق المتحقق التطلعات فالمواطن يشعر بفخر تجاههم. - زيارة الجبهة ومشاهدة الجهود وتقديرها ورفع معنويات المرابطين من قيادات الهيئة الرياضية ورؤساء الاتحادات والأندية والإعلاميين الرياضيين والإداريين واللاعبين وهذا تحفيز معنوي له أبلغ الأثر وسيقدرونه. ختاماً.. نحن في حاجة ماسة كمهتمين بالمشهد الرياضي قادة وإداريين ورؤساء اتحادات وأندية ولاعبين وجماهير ان نغير الصورة النمطية عن المشهد الرياضي ونجعل من بيئته العامة بيئة جاذبة ونقول بدورنا في المسؤولية الاجتماعية والتنافسية في طرح مبادرات نوعية وعلى مختلف المستويات، فلن يكسبنا الانزواء على الرياضة قناعة مجتمعية ولن يأمن أولياء الأمور على أولادهم بدخول هذا المعترك الذي لا يعرف إلا الفوز والخسارة الرياضية والمنفعة الخاصة، أما المجتمع واحتياجاته فهو آخر اهتماماته، ونتطلع أن تكون انطلاقة الدوري ومباريات المنتخب القادمة سبيلا إلى إبراز وقفة رياضية كبرى لخلافة الغازي في أهله وجهوداً صادقة للاعتراف بالجهد والتضحية التي يبذلونها لحماية حدود الوطن ومقدساته وأهله، فهذا حق لهم وواجب علينا لأنهم بعد الله جعلونا آمنين في دورنا قائمين بمنافساتنا الرياضية في أمن وأمان وثقة مؤدين لأدوارنا الوطنية ولكل المجالات دون خوف، بل أشعرونا أننا لسنا في حرب مع أعداء حقيقيين متربصين.