رغم تزايد الاعتراضات الدولية والإقليمية والمحلية على مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة الموصل، إلا أن ذلك لم يثن الميليشيات عن التقدم صوب جبهات المدينة، وأحيانا دون تنسيق مع قيادة العمليات المشتركة التي تقودها الحكومة المركزية ببغداد. وأكد المتحدث باسم حركة "عصائب أهل الحق"، جواد الطيباوي أول من أمس، أن قواته تنتظر أوامر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، للدخول إلى منطقة تلعفر الواقعة على الحدود الغربية للموصل، مقللا من كل التصريحات المنددة بمشاركة الميليشيات في العملية، وقيامها بنشر صواريخها وأسلحتها، على منطقة تل أسود المتاخمة للمدينة، وذلك استعدادا لاقتحامها. مواصلة التطهير أكدت مصادر إعلامية في إقليم كردستان العراق، أن قوة عراقية أميركية نفذت أمس، عملية إنزال جوي على أوكار متطرفي داعش في قرية أبوصديرة الاستراتيجية. وفيما توغلت قوات مكافحة الإرهاب في عمق الساحل الأيسر من الموصل، أعلنت قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" السيطرة على أحياء البكر والذهبية والخضراء والقادسية الأولى والتحرير والولاء، في الوقت الذي تواصل قوات الفرقة التاسعة تحركاتها جنوب شرق المدينة، وتحديدا في أحياء الساحل الأيسر، بالإضافة للسيطرة على بعض الأحياء الواقعة إلى شمال منطقة النمرود. بدوره، قال المتحدث باسم حرس نينوى زهير الجبوري، ل"الوطن" إن انتشار الأنفاق في المناطق المحررة سهَّل عمليات تسلل الدواعش لاستهداف المدنيين والقوات الأمنية، بواسطة القصف والهجمات الانتحارية. الفرار الأخير قدرت الأممالمتحدة أن 600 ألف طفل ما زالوا محتجزين في الأحياء المتفرقة من مدينة الموصل. ونقلا عن مصادر إعلامية فإن داعش أجبر أطفالا لا تتجاوز أعمارهم تسع سنوات على القتال في صفوفه، بعد أن اختطفهم من ذويهم، في وقت أكدت فيه تنسيقية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 59 ألف شخص نزحوا من منازلهم. وأضافت أن ثلاثة أرباع النازحين يقيمون حاليا في مخيمات لاجئين في محافظات نينوى وأربيل والأنبار، فيما تواصل القوات العراقية نزع الألغام والمفخخات التي زرعها الدواعش في المدن والقرى المحيطة.