كشفت ورقة علمية قدمها استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بالمركز التخصصي الطبي ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب السابق بمدينة الملك عبدالعزيز للحرس الوطني بالرياض الدكتور أحمد بن عبدالرحمن الفريان أن الأطفال السياميين يمثلون 1 لكل 60 ألف ولادة، وأن نسبة كبيرة منهم يولدون موتى، مبينا أن من يبقى منهم على قيد الحياة يلتقون في عدد من المناطق حيث إن ثلاثة أرباعهم ملتصقون في البطن أو الصدر، في حين يكون ربعهم ملتصقين بالحوض أو العمود الفقري، بينما يمثل الالتصاق في الرأس نسبة ضئيلة تبلغ 2%. وقدم الفريان ورقته العملية أثناء مشاركته بمؤتمر الجمعية الأميركية للعمود الفقري السادس والأربعين، الذي أقيم أخيرا في الولاياتالمتحدة الأميركية. عمليات معقدة يقول الفريان إن عمليات فصل التوائم بشكل عام تعتبر عمليات معقدة جدا، وتحتاج للكثير من التخطيط والتنسيق والفحوصات الدقيقة، مشيرا إلى أن من أهم التحديات والصعوبات في هذه العمليات فصل الملتصقين في منطقة العمود الفقري. وأضاف "تبدأ هذه التحديات من اختيار أفضل وأسهل الفحوصات للاطلاع على مدى اشتراك التوأم في العمود الفقري والنخاع الشوكي، فبعض الفحوصات تحتاج للتخدير الكامل ومن ثم التقاط الأشعة المناسبة، وتنتهي بطبيب جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري لفهم وتفسير هذه الأشعة وربطها بإستراتيجية فصل التوأم". 5 عمليات أفاد الدكتور أحمد الفريان أن عدد الأطفال السياميين الذين وجد أنهم ملتصقون في منطقة العمود الفقري بلغوا 5 توائم، حيث أجريت لهم عمليات ناجحة، وهم من عدة دول هي بولندا، والمغرب، والجزائر، والعراق. في حين وصل عدد عمليات فصل التوائم السيامية بشكل عام إلى 42 حالة وأشرفت عليها مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، وتكللت جميعها بالنجاح. تحديات جراحية يشير جراح المخ والأعصاب الفريان إلى التحديات التي تواجه عملية الجراحة نفسها ومن أبرزها: المحافظة على الجلد ليغطي الجرح، وفصل العضلات دون التأثير على الحركة، وفصل العظام للعمود الفقري وإعطاء كل طفل نصف فقرة ونصف حوض، وكذلك فصل وتقسيم الأعصاب والنخاع الشوكي تحت المجهر وبعد فحص كل عصب على حدة لتفادي الشلل للطرفين السفليين، وأخيرا ترقيع الغشاء الخاص بالنخاع الشوكي ومنع تسرب سائل النخاع الشوكي إلى الجرح أو البطن.