هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فريق مملكة الإنسانية لعمليات فصل التوأم السيامية ووالد التوأم والشعبين السعودي والعراقي وذلك بعد نجاح عملية فصل السياميتين العراقيتين رقية وزينب أمس بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض .كما تلقى الفريق الطبي والجراحي تهنئة نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على ما حققه من نجاح باهر في العملية رقم 28 .وثمن وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله الربيعة باسمه ونيابة عن زملائه اهتمام القيادة الحكيمة ، وقال في مؤتمر صحفي عقده الفريق الطبي عقب الانتهاء من العملية مباشرة أن هذه العملية رقم 28 تعد تحدياً جديداً للفريق الطبي حيث كانت هناك تحديات وصعوبات جعلتنا نعجل في إجراء العملية وذلك لوجود مخاطر على التوأم زينب كما ان وجود العيوب الخلقية المعيقة للحياة لدى التوأم رقية وما واجه التوأم رقية من مشاكل تعدد توقف التنفس لعدة مرات وكذلك نقص حاد في نبضات القلب جعلت الفريق الطبي يعجل من إجراء العملية على وجه السرعة . وأضاف أنه من المعروف عالمياً إجراء هذه العملية بهذه السرعة وبهذا الوزن الذي لم يتجاوز 3.7 كيلو يجعل نسبة المخاطر كبيرة ولكن قدرة الله فوق كل شيء ونجحت العملية ولله الحمد واستطعنا اختصار الوقت بحوالي ساعة وتم التعديل في مراحل العملية حرصاً على إجراء العملية بشكل يضمن السلامة للتوأم . وأكد وزير الصحة أن توجيه خادم الحرمين الشريفين لإجراء هذه العملية ينم عن إنسانيته - حفظه الله - وكعادته مع مواطنيه وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأطفال العالم ، وقال « إن خادم الحرمين الشريفين يعكس تعاليم وسماحة الإسلام «. وقال إن والد التوأم كان قد أرسل برقية إلى خادم الحرمين الشريفين ، حيث تلقيت اتصالا في مساء نفس اليوم تضمن توجيه المقام الكريم ببحث إمكانية فصل التوأم العراقي ، وبعد البحث تم إرسال فريق طبي إلى العراق على الفور لتقييم الحالة ، ثم أبلغت المقام الكريم بإمكانية الفصل حيث أصدر حفظه الله توجيهه باستقبال التوأم وإجراء العملية وبعد التنسيق مع السلطات العراقية تم نقل التوأم بطائرة إخلاء طبية سعودية. وبين معالي الوزير أن هذه العملية كانت تحديا للفريق الطبي فقد كانت هناك بعض الصعوبات التي جعلتنا نعجل بإجراء العملية لوجود مخاطر تهدد حياة زينب وعيوب خلقية في رقية ومن تلك الصعوبات توقف النبض عدة مرات. وقال: إنه شارك في إجراء العملية زملاء متميزون من قطاعات طبية مختلفة الأمر الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز بكل أبناء الوطن ، مثمنا الدور الذي قام به طاقم التمريض المشارك في العملية قبل وأثناء وبعد العملية. وبشأن إنشاء مركز سعودي لجراحة التوأم أفاد الربيعة أن مايثلج الصدر أن هناك عدة مراكز للأطفال في جميع مناطق المملكة من بينها إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال ليحمل اسم الملك عبدالله وسيتضمن قسما كاملا لجراحة الأطفال السياميين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض. وفيما يتصل بنشر الخبرة في جراحة الأطفال السياميين أوضح الربيعة أنه جرى تقديم هذه الخبرة عدة مرات في السابق كما يدعى أعضاء الفريق بشكل مستمر إلى المؤتمرات العالمية المتخصصة في جراحات الأطفال. واستعرض أعضاء الفريق الطبي المراحل التي مرت بها العملية وقال استشاري التخدير الدكتور محمد الجمال أن مرحلة التخدير تمت بنجاح غير أنه حدث أثناء العملية هبوط في الدورة الدموية للتوأم رقية وتم التعامل معها إضافة إلى نقص الأكسجين وحالتها مستقرة ولله الحمد . وذكر كل من استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد الفريان والدكتور علي بن سلمه أن العملية تمت بصعوبة حيث كان هناك اتصال في النخاع الشوكي لدى الطفلتين وتم استكشاف غشاء السحايا المغطي للنخاع الشوكي لدى الطفلتين وتحديد الأعصاب المتجهة لدى كل طفل وتم بعد ذلك فحص الأعصاب الخارجة عن النخاع الشوكي وتم فتح السحايا وفحص الأعصاب تحت فحص المجهر الميكروسوب وتم فصل العمود الفقري بنجاح ثم بعد ذلك عمل ترقيع للسحايا لضمان عدم تسرب سائل النخاع الشوكي . وبين كل من استشاري جراحة عظام الأطفال الدكتور سعد المحرج والدكتور أيمن جوادي والدكتور جمال فقيه أن كلتا الطفلتين طرفان متكاملان من النواحي العظمية وليس لديهما أي تشوهات في الورك أو الساقين أو الفخذين وتمت العملية بسهولة . وأوضح كل من استشاري جراحة الأطفال الدكتور محمد النمشان والدكتور محمد زمخشري والدكتور عبدالوهاب الجباب أن جراحة الأطفال تلخصت في فصل عظام الحوض وعظمة العجز وعظمة الحبل الشوكي ، وكان هناك سهولة في الوصول إلى الأعضاء الداخلية داخل الحوض وهذه كانت أحد الأسباب الرئيسية لتأخير جراحة الأطفال وأعطت سهولة كبيرة للوصول إلى الأنسجة الداخلية أسفل الحوض والاشتراك في أسفل القناة الهضمية في أسفل المستقيم بين رقية وزينب تم فصلهما بالتساوي وفتحة الشرج كانت مشتركة ونتيجة للتروية العصبية والدموية وكذلك التوقع للحياة للطفلة وارتأى الفريق الطبي إعطاءه للتوأم زينب . وأشار استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور أحمد الشمري والدكتور فايد المدهن أنه كان هناك إلتصاق في الجهاز التناسلي الداخلي وكان الالتصاق الشديد في الجزء التناسلي وتم التعامل معه بدقة ، اما بالنسبة للجهاز التناسلي الخارجي فكان سهل التعامل معه وإعادة تشكيله بالطريقة الطبيعية . وحول جراحة التجميل قال الدكتور مناف العزاوي أنه تم إعطاء الأنسجة الذاتية للطفلة زينب أما الطفلة رقية فقد تم استخدام طعم صناعي .