مع دخول الشهر الثاني لعملية تحرير الموصل، بات تنظيم داعش المتطرف، يعترف بانتهاكاته ضد المدنيين والأبرياء، ويوثق جرائمه بالصوت والصورة، حيث أفادت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أمس، بمقتل نحو 340 مدنيا، وإصابة 1200 آخرين، مشيرة إلى مقتل 2700 عنصر من القوات العراقية وميليشيا الحشد في نفس الفترة، ومؤكدة أن التنظيم أسقط 10 طائرات مسيرة تتبع للجيش العراقي والتحالف الدولي، بالإضافة إلى الاستيلاء على 40 مدرعة عسكرية. وأضافت الوكالة أن المدنيين الذين قتلوا ثبت تعاونهم مع القوات الحكومية، وتوعدت بقتل كل من يقدم العون لها. مقابر جماعية أشارت عدة مصادر عسكرية مؤخرا، إلى العثور على عشرات المقابر الجماعية التي أقامها التنظيم المتطرف لدفن ضحاياه في المدينة، مبينة أن التنظيم أعدم سبعة من مقاتلي العشائر السنية الذين يدعمون الحكومة العراقية، إضافة إلى 5 من أفراد الشرطة رميا بالرصاص، في منطقة تقع جنوب الموصل، التي تعد آخر بقعة لهم على التراب العراقي. وعثرت القوات الأمنية في منطقة تل الذهب الواقعة على بعد 10 كيلو مترات جنوب الموصل على عشرات الجثث المدفونة، التي كانت تنبعث منها الروائح الكريهة، مع بقايا عظام وملابس ممزقة، في حين أكدت المصادر أن عددها يفوق 40 شخصا، أعدموا على أيدي التنظيم لأسباب مجهولة. وتعد هذه المقبرة من بين عشرات المقابر الجماعية، التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية، في قرية حمام العليل، ومناطق قرب الموصل، فضلا عن الجثث المجهولة والملقاة على قارعة الطريق. من جانبهم، نقل شهود عيان في حي التحرير، أن متطرفي التنظيم استخدموا مكبرات الصوت في المساجد، من أجل حث المقاتلين على الدفاع عن أنفسهم، والإقبال على العمليات الانتحارية، في إشارة إلى تقهقر عناصر التنظيم، ومحاولة الرفع من معنوياتهم. معارك شرسة وسط موجات كبيرة من النازحين خارج الموصل، تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس، بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم داعش في جنوب غرب الموصل، مما أسفر عن مقتل 16 جنديا من الجيش وإصابة 17 آخرين. وأفادت مصادر أمنية ميدانية، بأن 14 جنديا عراقيا قتلوا، عقب هجوم انتحاري نفذته عناصر التنظيم في حي التحرير بشمال شرق المدينة، فيما استعادت وحدات مكافحة الإرهاب السيطرة على حي العلماء في الشمال الشرقي، إثر مواجهات أشبه ما تكون بحرب شوارع بين الطرفين. وبدخول عملية تحرير الموصل شهرها الثاني، مازالت القوات العراقية المسنودة بطائرات التحالف الدولي، تواجه عقبات في التقدم نحو المناطق المتاخمة للمدينة، بسبب الألغام والعبوات الناسفة والانتحاريين، الذين يباغتون القوات المتقدمة بين الفترة والأخرى. يأتي ذلك، بعد أن سيطرت القوات العراقية أول من أمس، على حي التحرير بعد طرد الدواعش منه، وتخوض معاركة محتدمة في كل من حيي القادسية وعدن.