استبعد القنصل العام الأميركي بجدة ماتياس ميتمان، تأثير الانتخابات الرئاسية على علاقات بلاده بالمملكة، مؤكدا أن الإدارات تتغير كل 4 أو 8 سنوات، لكن تبقى المصالح المشتركة كما هي، مشددا على استمرار الدور السعودي كشريك حيوي في المنطقة. وأوضح ميتمان خلال زيارته إلى «الوطن»، أن بلاده تدعم رؤية المملكة 2030 وتواصل العمل مع الرياض في إطار شراكة إستراتيجية. شدد القنصل العام الأميركي بجدة ماتياس ميتمان، على متانة وعمق العلاقات السعودية الأميركية، مؤكدا دعم بلاده لرؤية المملكة 2030 ومواصلة العمل مع الرياض في إطار شراكة استراتيجية وتعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. ودعا ميتمان في حوار أجرته معه "الوطن" الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة الأميركية إلى أن يخططوا قبل سفرهم بوقت كاف، خصوصا خلال مواسم الإجازات والسفر. مؤكدا أن تأشيرات الطلاب تصدر خلال 120 يوما قبل بدء الدراسة. وأعرب القنصل الأميركي عن رغبته في تواصل زياراته إلى منطقة عسير ومدينة أبها على وجه الخصوص، لتعزيز الروابط الشعبية، وتسهيل تقديم البرامج التعليمية والثقافية، والبحث عن سبل لخلق فرص للشركات الأميركية والشركات السعودية في المنطقة.. وفيما يلي نص الحوار: المملكة كانت دائما تعتبر واحدة من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة. هل يمكن للانتخابات الرئاسية الأميركية أن تغير من تلك المعادلة إيجابا أم سلبا؟ تتغير الإدارات في الولاياتالمتحدة كل 4 أو 8 سنوات، لكن تظل العلاقات العميقة بين شعبي الولاياتالمتحدة والمملكة راسخة. وتبقى مصالحنا المشتركة كما هي وسوف تستمر السعودية في دورها شريكا حيويا في المنطقة. وأتطلع إلى تقوية هذه العلاقات من خلال العديد من الجوانب المشتركة التي توحدنا. كم تأشيره أصدرتها القنصلية الأميركية بجدة عام 2016 للسعوديين؟ وما هي أنواع تلك التأشيرات؟ أصدرت نحو 45 ألف تأشيرة شملت السياحية والدراسية والتجارية، وتأشيرات للملاحين الجويين وعمال من الراغبين في السفر إلى الولاياتالمتحدة. وتعتبر المملكة من بين أكبر أربعة بلدان يدرس طلابها كأجانب في الولاياتالمتحدة. إضافة إلى الطلبات المقدمة من المواطنين السعوديين، فنحن عادة ما نقوم أيضا بإصدار تأشيرات دخول لجنسيات مختلفة تقيم في جدة أو غيرها من المدن في المنطقة الغربية. ما أبرز التدابير والإجراءات التي اتخذتها القنصلية لتسهيل إجراءات منح التأشيرات للسعوديين؟ على الأجانب الذين يحتاجون إلى تأشيرة للسفر إلى الولاياتالمتحدة أن يخططوا لسفرهم قبل وقت كاف من تاريخ التقديم للتأشيرة، خصوصا خلال مواسم الإجازات والسفر. غالبا ما نواجه بارتفاع كبير في عدد طلبات التأشيرات قبل موسم الصيف والعطلات المدرسية الشتوية، والفترة التي تصادف التقديم للمدارس في الولاياتالمتحدة، ولكن حتى خلال تلك الفترات المزدحمة يستغرق حجز موعد للمقابلة فقط بضعة أيام، وذلك من خلال الموقع التالي: http://www.ustraveldocs.com/ ويتم إصدار تأشيرات الطلاب لمدة تصل 120 يوما قبل بدء الدراسة. وهدفنا هو أن يتمكن كل طالب يستحق الحصول على التأشيرة من البدء في برنامج الدراسة في الوقت المحدد. نحن نحرص على تسهيل السفر المشروع للطلاب الذين يرغبون في الدراسة في الولاياتالمتحدة ومؤسساتها الأكاديمية. وقد قمنا بتقليل الوقت المستغرق في إجراءات التقديم ووقت الانتظار عند الصالة في القنصلية، كما قمنا أيضا بتغيير جدول حجز موعد المقابلة من أجل تقليل زمن الانتظار في الطابور قبل دخول القنصلية. ونحن نعطي الأولوية في المواعيد لطالبي التأشيرات الدراسية وتأشيرات برامج التبادل والمتقدمين لتأشيرات العلاج الطبي في الحالات الطارئة. وبمجرد دخول طالب التأشيرة لإجراء المقابلة، نقوم على الفور بالبدء في الإجراءات لمعظم الطلبات في أقل من أسبوع. أعلنت المملكة عن رؤية 2030 لتطوير الاقتصاد والمجتمع وشرعت بالفعل في تنفيذ خطة التحول الوطنية 2020 لتحقيق أهداف الرؤية. ما الدعم الذي يمكن أن تقدمه الولاياتالمتحدة إلى السعودية على جميع المستويات لتحقيق هذه الرؤية؟ الولاياتالمتحدة والسعودية تتمتعان بعلاقات ثنائية اقتصادية وتجارية متينة. وتعتبر المملكة أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وأسعى مع السفير ويستفول لتوسيع التبادل التجاري بين بلدينا. وخلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدة في سبتمبر 2015، اقترح الشراكة الجديدة للقرن ال21 بين البلدين، مع التركيز بشكل خاص على تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية. وهناك بالفعل عدد من الشركات الأميركية تقوم بأعمال كبيرة في المملكة، كما أننا نعمل على استكشاف فرص أخرى. نحن ندعم رؤية 2030، وسوف نواصل العمل مع المملكة في إطار شراكة استراتيجية، وأكبر مورد لدى المملكة هو رأس المال البشري، لهذا فإن التعليم يظل العنصر الأساسي في استراتيجية التحول الوطني للمملكة. وخلال لقائي مع مدير جامعة الملك خالد بأبها، بحثنا سبل الشراكة وتوسيع التبادلات التعليمية بيننا، بما في ذلك إرسال الخبراء الأميركيين إلى المملكة بهدف تطوير المناهج التعليمية وغيرها من التخصصات، وكذلك إرسال العلماء والطلاب السعوديين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية. زرتم أبها بمنطقة عسير، والتقيتم بالعديد من مسؤولي المنطقة، فما غرضكم من هذه الزيارة؟ سمعت كثيرا عن أبها، وسعدت مؤخرا بزيارتها، والقنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية بجدة تتولى مسؤولية الإشراف على الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين والتواصل معهم داخل نطاق المنطقة الغربية من المملكة، لذلك تعتبر مدينة أبها ذات أهمية بالنسبة لعملنا. ولدي رغبة في زيارة أبها مستقبلا، وذلك لتعزيز الروابط الشعبية، وتسهيل تقديم البرامج التعليمية والثقافية، والبحث عن سبل لخلق فرص للشركات الأميركية والشركات السعودية في عسير التي يمكن أن تتعاون في مجالات التجارة والاستثمار. لقد شاركت القنصلية العامة الأميركية في بعض المهرجانات الثقافية السابقة في أبها، ونحرص على المشاركة مرة أخرى في عام 2017، خاصة أن العام المقبل سيتم فيه تسليط الضوء على مدينة أبها بعد اختيارها عاصمة للسياحة العربية. ومن هنا أود أن أتقدم بالتهنئة الحارة لأهل أبها والشعب السعودي عامة على هذا التكريم المستحق. وفي واقع الأمر أبها لديها إمكانات سياحة هائلة، فالمدينة لها تاريخ فريد وجمال طبيعي أخاذ. بالإضافة إلى ذلك، يقيم في أبها عدد من المواطنين الأميركيين الذين يعملون في المنطقة. وقد تمكنا بالفعل من تقديم الخدمات القنصلية والمتعلقة بالانتخابات الأميركية للأفراد القاطنين هناك خلال رحلتنا. وسعدت بلقاء أمير عسير الأمير فيصل بن خالد، وكذلك أمين منطقة عسير، ومدير الآثار والسياحة، وكذلك التقيت بمدير جامعة الملك خالد. وأجرينا محادثات مفيدة حول علاقاتنا الاقتصادية والثقافية والتعليمية، والتي سوف تظل قوية. ما الذي تأمل في تحقيقه خلال عملكم في منصب القنصل العام خلال العامين المقبلين؟ مواصلة تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية بين الولاياتالمتحدة والمنطقة الغربية من المملكة. وأتطلع لمعرفة المزيد من القيم التي تربط بين شعبي بلدينا، خاصة شريحة الشباب من أجل تقديم البرامج الثقافية والتعليمية بشكل ملائم. ولقد استضافت مدينة أبها المهرجان السعودي الأميركي الثقافي في العامين (2007 و 2012)، ونحن نخطط للقيام بذلك مرة أخرى في عام 2017. القنصلية العامة الأميركية في جدة لديها العديد من البرامج الثقافية والتعليمية في هذا الموسم، بما في ذلك ورش عمل لبعض الفنانين الموسيقيين والفنون البصرية. ونحن نريد الاحتفاء بالمواهب الفنية التي تزخر بها هذه المنطقة. في الجانب التعليمي، نحن لا نزال ملتزمين بدعم الطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدة. وهنالك العديد من البرامج الموجهة لدعم السفر من أجل الدراسة والرحلات المهنية، بما في ذلك برنامج الزائر الدولي للقيادات، ومنح فولبرايت للعلماء والمختصين ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية، ومبادرة المنح السعودية الأميركية الثقافية والتعليمية. ونحن نشجع الخريجين السعوديين من تلك البرامج بالتواصل والحفاظ على العلاقات الثقافية والتعليمية التي قاموا بتأسيسها. كما أن هنالك مبادرة لمنح صغيرة ولكنها ناجحة موجهة للخريجين السعوديين تعرف بمنح مؤسسة SAGE، التي توفر منحا صغيرة للخريجين لخلق برامج خاصة بهم، ونحن نعلن عن تلك المبادرات التعليمية والبرامج الثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.