رغم أن المسلمين لا يمثلون سوى نسبة لا تتجاوز 3 % من سكان الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث يبلغ عدد الناخبين مليون و200 ألف شخص، إلا أن تأثيرهم في سير الانتخابات الأميركية تزايد بصورة ملحوظة خلال السنوات الماضية، بسبب تركزهم في ولايات فلوريدا، وميشيجان وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا، وهي الولايات التي يصطلح على تسميتها بالولايات المتأرجحة، أي التي تظهر استطلاعات الرأي فيها تقاربا بين المرشحين للرئاسة، ويمكن للمسلمين في تلك الولايات أن يشكلوا عاملا حاسما في فوز أي من المرشحين فيها، على غرار ما فعلوا في الانتخابات التي فاز جورج بوش الابن بنتيجتها عام 2000، حيث صوتوا له بكثافة عالية، للدرجة التي قال فيها بعض المحللين إن أصوات المسلمين في تلك الولايات حسمت نتيجة الانتخابات لصالح مرشح الحزب الجمهوري، ففي ولاية فلوريدا وحدها يعيش حوالي 200 ألف مسلم، وهو عدد ضخم يمكنه حسم نتيجة الانتخابات في تلك الولاية. تأثير الإسلاموفوبيا تتحكم عدة عوامل في انحياز الناخبين العرب والمسلمين لأي من مرشحي الرئاسة، في مقدمتها سياسة الحزب في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وهذه السياسة تلعب دورا مهما في توجه الناخبين نحو المرشحين، فعلى الرغم من إسهام المسلمين المؤثر في فوز جورج بوش عام 2000، إلا أن دعم المسلمين للحزب الجمهوري تراجع بصورة ملحوظة في الانتخابات التي تلتها، بسبب الغزو الأميركي للعراق. ومن العوامل المؤثرة أيضا تزايد الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدة، وهي الجزئية التي حاول المرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب استغلالها لصالحه، وتوجيهها بالشكل الذي يضمن له أصوات أكبر عدد ممكن من الناخبين، كاليهود مثلا، حيث تعهد بمنع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، وهي التصريحات التي أثارت ضده نقمة المسلمين والعرب، ودفعتهم إلى اتخاذ مواقف معادية له. قضايا المنطقة رغم تودد كلينتون للمسلمين، إلا أن الخوف من مواصلة نهج سلفها، باراك أوباما، وسياسته المترددة في الشرق الأوسط، يجعل الكثيرين متوجسين من التصويت لها، إلا أن هيلاري أعلنت أكثر من مرة أنها ستكون أكثر حسما تجاه قضايا الشرق الأوسط، ونالت الأزمة السورية نصيبا مهما في برنامجها الانتخابي، حيث تشدد على ضرورة تدخل الولاياتالمتحدة ووضع حد للأزمة. كما أكدت أنها سوف تتعامل بصورة قاطعة مع التهديدات التي تمثلها إيران في الشرق الأوسط، وتدخلها في شؤون دول المنطقة وتأجيجها للحروب والنزاعات، وسترغم طهران على تنفيذ كافة بنود الاتفاق النووي. وأيا كانت برامج المرشحين، فإن ميل الناخبين المسلمين إلى أي منهما لا تعكس بالضرورة قناعة بأفكاره وبرنامجه، بقدر ما تؤكد أن الناخب المسلم سيعطي صوته لمن يعتبره أخف الضررين.