أزد - محمد أحمد - احتفظ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بمنصبه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية لولاية جديدة، وذلك بعد تغلبه على منافسه الجمهوري، مت رومني، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولاياتالمتحدة الثلاثاء. وحسب النتائج شبه النهائية، فإن أوباما تقدم على رومني ب275 صوت في المجمع الانتخابي مقابل 203 لرومني، ما يعكس حدة المعركة الانتخابية التي خاضها الحزبان الديمقراطي والجمهوري طيلة الأشهر الماضية. وجدد الناخبون الأميركيون ثقتهم بأوباما الذي كان أول رئيس أسود يصل إلى البيت الأبيض عام 2008، وتمكن خلال ولايته الأولى عبر سياسات إنقاذية ونقدية من إنقاذ الاقتصاد الأميركي من الانهيار، حسب مؤيديه. وكان أوباما (51 عاما) قدم نفسه خلال الحملة مدافعا عن أبناء الطبقة الوسطى التي لا تزال تعاني تبعات الأزمة المالية التي ضربت الولاياتالمتحدة عام 2008. في حين ركز رومني (65 عاما) الحاكم السابق لماساتشوستس حملته الانتخابية على انتقاد حصيلة عهد منافسه الديمقراطي في المجال الاقتصادي. وكان ملايين الناخبين الأميركيين أدلوا بأصواتهم، في انتخابات توجت حملة مضنية بين الرئيس الديموقراطي ومنافسه الجمهوري الذي قرر تمديد حملته حتى آخر لحظة. وكشفت نتائج التصويت فوز أوباما بأصوات ولايات أوهايو وفيرمونت ومين وماساتشوستس وكونيتيكت وميريلاند وإلينوي ونيويورك وميشيغان ومينيسوتا ونيوهامشير وولاية واشنطن وكاليفورنيا وجزر هاواي. في المقابل، فاز منافسه الجمهوري بولايات كنتاكي وفرجينيا الغربية وإنديانا وكارولينا الجنوبية وأوكلاهوما وجورجيا وتينيسي وألاباما وداكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ووايومونغ ونبراسكا وكنساس وأوكلاهوما وتكساس ولويزيانا وكارولاينا الجنوبية ويوتاه وأريزونا ونبراسكا وأيداهو ومنذ بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية يدور الحديث مجدداً حول وجهة الصوت المسلم في البلاد. وبسبب تقارب الأصوات بين المرشحين المتنافسين، تزداد أهمية الكتل الانتخابية حتى الصغيرة منها، خاصة وأن انتخابات عام 2000 حسمت بأقل من 600 صوت. وقد صوت المسلمون بكثافة في الانتخابات الماضية لصالح الرئيس باراك أوباما، غير أن التقديرات الأولية لتوجهاتهم قبل أسابيع من انتخابات 2012، كانت تشير إلى فتور في مواقفهم، بيد أن الوضع تبدل مع اقتراب موعد التصويت ليزداد التأييد العام لمواقف الحزب الديمقراطي ومرشحه. وأشارت أرقام دراسة أصدرها مجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي "CAIR" إلى أن 91 في المائة من المسلمين الأمريكيين قد سجلوا للتصويت في الانتخابات المقبلة، حيث جرى العمل على تنفيذ الدراسة خلال الأسبوعين الأوليين من أكتوبر/تشرين ثاني، وتناولت مسحاً لرأي 500 مسلم أمريكي سجل في الانتخابات. ورأى أكثر من 68 في المائة من المسلمين الذين سجلوا للانتخابات أنهم سيرشحون أوباما ليتولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بينما اعتبر 7 في المائة من المسجلين أن المرشج الجمهوري ميت رومني يستحق الرئاسة، في الوقت الذي لم يحدد 25 في المائة من المسجلين هوية المرشح الذي يرغبون في اختياره. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن "العديد من المسلمين الأمريكيين يمكنهم أن يتأثروا بالحملات الانتخابية للمرشحين، بل وهنالك فرصةٌ بأن تنجح أصوات المسلمين في أمريكا في التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية"، وفقا للمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي "CAIR" نهاد عواد. ورغم أن نسبة المسلمين لا تتجاوز 2.6 مليون من المجموع الكلي لسكان أمريكا، أي ما نسبته 1 في المائة فقط، إلا أن هذه النسبة الضئيلة تتجمع بكثافة في ولايات مؤثرة، على رأسها فلوريدا وفيرجينيا. وتمكن هذا الانتشار من مساعدة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش على الفوز في التصويت بولاية فلوريدا عام 2000 بفارق 537 صوتا، بعد حملته (بوش) الانتخابية التي ناقشت المواضيع التي تخص المسلمين، الذين ساندوا الحزب الجمهوري بشكلٍ ملحوظ. كما أن بوش حصل في فلوريدا على أكثر من 500 ألف صوت من المسلمين بفارق كبير أمام خصمه الديمقراطي آل غور. وأشارت الإحصائيات التي تضمنتها الدراسة الجديدة الصادرة عن "CAIR" إلى تزايد في نسبة المسلمين الذين يفضلون الحزب الديمقراطي بنسبة توصلت إلى 66 في المائة، مقارنة مع دراسة مماثلة أجريت في انتخابات عام 2008، والتي مثلت نسبة تفضيل المسلمين للحزب الديمقراطي تراوحت بنسبة 49 في المائة. وفيما يخص الحزب الجمهوري، فإن نسبة تفضيل المسلمين الأمريكيين له ظلت محدودة، وإن كانت قد ارتفعت من 8 في المائة عام 2008 إلى 9 في المائة لهذا العام. وقد نشر في بيان صادر عن المجلس أن الدراسة دلت على أن المواضيع الخمس التي حازت على اهتمام المسلمين في أمريكا، وهي الوضع الاقتصادي والتعليم وسياسات الرعاية الصحية بالإضافة إلى الضمان الاجتماعي والحقوق المدنية.