مع بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية يدور الحديث مجدداً حول وجهة الصوت المسلم في البلاد. وبسبب تقارب الأصوات بين المرشحين المتنافسين، تزداد أهمية الكتل الانتخابية حتى الصغيرة منها، خاصة وأن انتخابات عام 2000 حسمت بأقل من 600 صوت. وقد صوت المسلمون بكثافة في الانتخابات الماضية لصالح الرئيس باراك أوباما، غير أن التقديرات الأولية لتوجهاتهم قبل أسابيع من انتخابات 2012، كانت تشير إلى فتور في مواقفهم، بيد أن الوضع تبدل مع اقتراب موعد التصويت ليزداد التأييد العام لمواقف الحزب الديمقراطي ومرشحه. وأشارت أرقام دراسة أصدرها مجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي "CAIR" إلى أن 91 في المائة من المسلمين الأمريكيين قد سجلوا للتصويت في الانتخابات المقبلة، حيث جرى العمل على تنفيذ الدراسة خلال الأسبوعين الأوليين من أكتوبر/تشرين ثاني، وتناولت مسحاً لرأي 500 مسلم أمريكي سجل في الانتخابات. ورأى أكثر من 68 في المائة من المسلمين الذين سجلوا للانتخابات أنهم سيرشحون أوباما ليتولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بينما اعتبر 7 في المائة من المسجلين أن المرشج الجمهوري ميت رومني يستحق الرئاسة، في الوقت الذي لم يحدد 25 في المائة من المسجلين هوية المرشح الذي يرغبون في اختياره. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن "العديد من المسلمين الأمريكيين يمكنهم أن يتأثروا بالحملات الانتخابية للمرشحين، بل وهنالك فرصةٌ بأن تنجح أصوات المسلمين في أمريكا في التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية"، وفقا للمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكي الإسلامي "CAIR" نهاد عواد. ورغم أن نسبة المسلمين لا تتجاوز 2.6 مليون من المجموع الكلي لسكان أمريكا، أي ما نسبته 1 في المائة فقط، إلا أن هذه النسبة الضئيلة تتجمع بكثافة في ولايات مؤثرة، على رأسها فلوريدا وفيرجينيا. وتمكن هذا الانتشار من مساعدة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش على الفوز في التصويت بولاية فلوريدا عام 2000 بفارق 537 صوتا، بعد حملته (بوش) الانتخابية التي ناقشت المواضيع التي تخص المسلمين، الذين ساندوا الحزب الجمهوري بشكلٍ ملحوظ. كما أن بوش حصل في فلوريدا على أكثر من 500 ألف صوت من المسلمين بفارق كبير أمام خصمه الديمقراطي آل غور. وأشارت الإحصائيات التي تضمنتها الدراسة الجديدة الصادرة عن "CAIR" إلى تزايد في نسبة المسلمين الذين يفضلون الحزب الديمقراطي بنسبة توصلت إلى 66 في المائة، مقارنة مع دراسة مماثلة أجريت في انتخابات عام 2008، والتي مثلت نسبة تفضيل المسلمين للحزب الديمقراطي تراوحت بنسبة 49 في المائة. وفيما يخص الحزب الجمهوري، فإن نسبة تفضيل المسلمين الأمريكيين له ظلت محدودة، وإن كانت قد ارتفعت من 8 في المائة عام 2008 إلى 9 في المائة لهذا العام. وقد نشر في بيان صادر عن المجلس أن الدراسة دلت على أن المواضيع الخمس التي حازت على اهتمام المسلمين في أمريكا، وهي الوضع الاقتصادي والتعليم وسياسات الرعاية الصحية بالإضافة إلى الضمان الاجتماعي والحقوق المدنية.