اوشكت الحملة الانتخابية المحمومة للوصول الى البيت الابيض على نهايتها فيما تحبس الولاياتالمتحدة انفاسها أمس السبت قبل ثلاثة ايام من الاستحقاق الكبير الذي يعتبر تاريخيا هذه المرة. فللمرة الاولى في تاريخ الولاياتالمتحدة من المحتمل ان يصبح الديمقراطي باراك اوباما اول اسود على رأس البيت الابيض كما من المحتمل ايضا ان تصبح سيدة هي الجمهورية ساره بايلن نائبة لرئيس اكبر قوة اقتصادية في العالم. ففي الرابع من نوفمبر سينتخب الامريكيون رئيسهم فيما تخوض الولاياتالمتحدة حربين تبدوان بلا نهاية في العراق وفي افغانستان, وفيما التخوف من دخول البلاد في فترة ركود بات اقوى من اي وقت مضى. وذكر الموقع الالكتروني المستقل (ريل كلير بوليتيكس) الذي يعد معدلا وسطيا للاستطلاعات ان المرشح الديمقراطي كان يتقدم مساء الجمعة باكثر من ست نقاط على منافسه الجمهوري (50% مقابل 43.5%). لكن في النظام الانتخابي الامريكي المعقد يعد كسب التصويت الشعبي اقل اهمية من اصوات الناخبين الكبار البالغ عددهم 538 والذين يشكلون الهيئة الانتخابية والذي يفترض ان يحصل المرشح على ما لا يقل عن 270 صوتا من اصواتهم للفوز في الانتخابات. وتحسم الانتخابات في الواقع في نحو عشر ولايات مترددة, (سوينغ ستيتس) التي من شأنها ان ترجح كفة هذا الفريق او ذاك حتى اللحظة الاخيرة وتحسم الموقف. ففي العام الفين فاز جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية باقل عدد من الاصوات من منافسه الديمقراطي آل غور على المستوى الوطني. وفي 2004 حسمت الانتخابات في ولاية واحدة هي اوهايو (شمال) التي فاز بها بوش بتقدم اقل بقليل من 120 الف صوت من اصل اكثر من 5,6 مليون صوت. وفي الايام الاخيرة كثف اوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين من تنقلاتهما في ولايات عدة تعتبر اساسية منها فلوريدا. ويبدو انهما غير عازمين على التخفيف من زخم جهودهما. وينتظر السبت ان يزور المرشح الجمهوري ولاية فرجينيا (شرق) وبنسلفانيا فيما يرتقب ان يعقد اوباما من جهته ما لا يقل عن ثلاثة تجمعات انتخابية في ثلاث ولايات مختلفة هي نيفادا (غرب) وكولورادو (غرب) وميزوري (وسط). وواقع ان يقوم ماكين بحملة في ولاية مثل فرجينيا لا يعتبر اشارة جيدة للجمهوريين بل يؤكد ان مرشحهم هو في موقف دفاعي. ففرجينيا لم تصوت لاي مرشح ديمقراطي الى البيت الابيض منذ 1964 لكن اوباما يحظى فيها بحسب ريل كلير بوليتيكس بتقدم يزيد عن ست نقاط.