عُقد في الأيام الماضية لقاء المشاركين في برنامج "خبرات"؛ وبالمناسبة هو برنامج نوعي يستهدف تطوير الممارسات المهنية للمعلمين، والمرشدين الطلابيين، وقادة المدارس، والمشرفين التربويين، في إطار معايير عالمية، ووفق المتطلبات الأساسية للعمل التعليمي، ومتطلبات الواقع المهني للفئات المستهدفة، واحتياجات التطوير والتغيير في وزارات التعليم، ويتم تنفيذ هذا البرنامج في إطار شراكة دولية تتمتع بخبرات وتجارب تعليمية ثرية ومتميزة. قام وزير التعليم ونوابه والقائمون على البرنامج بلقاء إخوانهم وأخواتهم من منسوبي التعليم من مختلف مناطق المملكة؛ تمخض هذا اللقاء عن إجراءات وشروط عديدة مر بها المتقدمون لتتكون اللّبنة الأولى لتغيير التعليم. إحدى الأفكار الجميلة في هذا البرنامج "المُعايشة"، سيقوم المتدرب بخوض تجربة المعايشة الفعلية في مدارس الدول التي سيبتعث إليها المتدرب؛ قامت وزارة التعليم بالخروج عن النص في هذا البرنامج وابتعدت عن الأسلوب التقليدي في الدورات التدريبية وأسلوب التنظير، بل انتقلت بطموحها بما يتناسب مع رؤية 2030 لنقل خبرات فعلية من ميادين مختلفة أظهرت نجاحا باهرا وملحوظا في تطور مخرجات التعليم العام. برنامج خبرات ليس كغيره من البرامج، بل هو برنامج يتميز باهتمام كبير جدا من قبل القائمين عليه، لإيمانهم العظيم بأن اكتساب الخبرة ونقلها إلى مجتمعنا لا يكون إلا بالممارسة والمعايشة. تعليمنا لا يحتاج إلى نظريات ليتطور، بل هو في أمس الحاجة لأن ينتقل إلى مرحلة جديدة مختلفة كليا عن ما مضى مع الحفاظ على ثوابتنا الإسلامية وقيمنا العربية النبيلة. تهدف وزارة التعليم ووفق رؤية 2030 للتغيير الذي يبدأ من حيث انتهى الآخرون وليس العكس. التغيير الذي تنشده وزارة التعليم وينشده المجتمع لن يكون ولن يحصل إلا بتغيير بعض الأفكار والسلوكيات السلبية في حياتنا، وأن نُعطي أنفسنا فرصة للتغيير، وأن نؤمن بهذا البرنامج، وأن نسلك منعطف التطوير القادم للتعليم بثبات وعزيمة. نجاح البرنامج لن يكتمل ما لم يتم التغلب على التحديات التي ستواجه المشاركين في هذا البرنامج في حال عودتهم إلى أرض الوطن، ومن التحديات البيئة المدرسية التي ربما ستختلف كثيرا عن البيئة التي تدرب فيها المعلم في بلد الابتعاث؛ التحدي الأكبر هو تطبيق تجربة المتدرب في بيئتنا المحلية وتذليل كل الصعوبات لتحقيق التغيير المنشود. التواصل بين المتدربين ومسؤولي الوزارة سيستمر حتى بعد نهاية فترة التدريب لتقييم البرنامج، وللتعرف على المعوقات التي تواجه تطبيق الخبرات الجديدة في مدارسنا ومجتمعنا. وأتمنى أن يتحقق لبلدنا التطور النوعي للتعليم الذي ننشده جميعا؛ انطلقت شارة البدء وابتدأت مرحلة جديدة لا مكان فيها للمتشائم بيننا؛ وحدهم المتفائلون الذين سيصلون إلى نهاية السباق.