رغم إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن كتلته البرلمانية ستنزل إلى مجلس النواب في جلسته المقررة اليوم، لانتخاب المرشح الرئاسي العماد ميشال عون، إلا أن هذا لم يكن كافيا لإقناع اللبنانيين بسير الحزب المذهبي نحو إنهاء الفراغ الرئاسي، خاصة بعد إعلانه أنه لن يضغط على حلفائه الآخرين لانتخاب عون، مثل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الرافض تماما مبدأ أن يصبح عون رئيسا، أو النائب في البرلمان اللبناني سليمان فرنجية المرشح المنافس لعون على المقعد الرئاسي. وأبدت دوائر سياسية مراقبة تخوفها من حدوث عمليات تفجير في لبنان لمنع الاستحقاق الرئاسي، حيث وجهت تحذيرات إلى عون، وبري، ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، ورئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنلاط، وشخصيات سياسية وعسكرية أخرى لاتخاذ إجراءات حماية خاصة، قبل انعقاد جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس، مشيرة إلى أن بعض المتضررين من ملء الفراغ الرئاسي قد يعمدون إلى تنفيذ عملية اغتيال كبرى لترحيل الانتخاب إلى العام القادم، وإلهاء اللبنانيين بضرب الاستقرار الأمني في البلد. أجندة إيران قال المحامي والمحلل السياسي إلياس الزغبي، إن ما ذهب إليه الحريري بترشيح عون للرئاسة، سبقه إليه جعجع قبل عدة أشهر، وذلك لقناعة الرجلين بأن حزب الله لا يريد انتخاب عون رئيسا، مما يعني أن جلسة انتخاب الرئيس ستواجهها عقبات جمة من خلال استعمال حركة أمل وآخرين الثلث المعطل، مع زيادة عدد المعترضين على انتخاب عون ليبدأ الفراغ الجمهوري دورة جديدة، كون حزب الله لا يريد تسهيل الانتخابات الرئاسية. امتحان سياسي أضاف الزغبي، أن الدليل على ذلك هو أن حزب الله لم يذلل عقبات انتخاب حليفه النائب في البرلمان اللبناني، سليمان فرنجية، وكذلك فعل مع ميشال عون، لأن طهران لا تريد ملء الشغور الرئاسي في لبنان واستكمال الشراكة اللبنانية، بل تكفيها حكومة تمام سلام الحالية كتمثيل بسيط للشرعية، لأن اكتمال الحالة الدستورية في البلد لا يأتي إلا بوجود رئيس للجمهورية، وهذا ما لا يريح حزب الله وإيران. وأكد الزغبي أن جلسة 31 الشهر الجاري ستكون امتحانا لكل الساسة في لبنان على صعيد التزامهم بمواقفهم وكشف تحركات حزب الله.