أجبرت المتغيرات التي يعيشها الاقتصاد السعودي، قطاع التجزئة المحلي على مسايرة الوضع الجديد من خلال عملية استباقية لتقديم مواسم التخفيضات لمختلف شرائح المستهلكين، بهدف استعادة الحصة السوقية التي تراجعت نسبيا خلال الربعين الثاني والثالث من العام الجاري. مستهلكون جدد رصدت "الوطن" ركودا في عمليات البيع والشراء خلال جولة ميدانية على عدد من المراكز التجارية الكبيرة والمتوسطة والأسواق الفرعية بجدة، مما دفع الكثير منها إلى تقديم عروض تخفيضات مختلفة تراوحت بين 20-50%، بهدف جذب مستهدفين جدد من المستهلكين المحليين. وبحسب عمليات الترويج الموسمية، فإن أكثر المحال المتخصصة -على سبيل المثال- في تجارة الملابس الجاهزة، أضحت قاب قوسين لتسويق أزياء الصيف بأسعار متدنية، بهدف تصريفها، لقرب دخول الموسم الشتوي. الدور المحوري يشير أستاذ الإدارة الإستراتيجية وتنمية الموارد البشرية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالوهاب القحطاني، ل"الوطن"، إلى أن قطاع التجزئة عموما والشركات التي لا تملك مواقع تسويق إلكترونية وتقوم بعمليات الترويج والبيع ال"أون لاين"، ستكون أكثر عرضة لتراجع مبيعاتها، بسبب اعتمادها على النظام التقليدي في الترويج. وبين القحطاني، أن مواقع التواصل الاجتماعي ستلعب دورا محوريا في تحريك ركود قطاع التجزئة عموما خلال الظروف التي يعيشها السوق السعودي المحلي، باعتبارها ستؤثر في عمليات خلق مستهلكين جدد يمكن الاعتماد عليهم. وقال "إذا كان التوجه للتسويق الإلكتروني داعما لنظام التسويق التقليدي، فإن ذلك سيخلق حالة من التوازن في الخروج من هذه المتغيرات بأفضل الطرق الممكنة والمربحة في الوقت نفسه لقطاع التجزئة في السوق المحلي". وأضاف القحطاني، أن المستهلك عموما أضحى أكثر وعيا فيما يتعلق بمدخراته المالية، وكيفية تصريفها في شراء المنتجات التي يرغب في اقتنائها، مما صعب عمليات الترويج أمامه. توجه التسويق خبير المنصات الإلكترونية التسويقية الدكتور صادق الوادعي، يؤكد ل"الوطن"، بأن المتغيرات التي طرأت على إطارات الاقتصاد السعودي يمكن الاستفادة من مخرجاتها، وبخاصة لدى قطاع تجزئة الملابس الجاهزة الأكثر نشاطا من بين القطاعات، والذي يواجه حاليا العديد من التحديات، يقع على رأسها ضعف قنوات التسويق التقليدي في جذب المستهلكين. ويشير الوادعي إلى أن فرصة قطاع التجزئة عموما لا زالت مفتوحة أمام الشركات التي تعاني من ركود كبير في عمليات البيع، مما يتطلب من إدارتها إعادة توجه التسويق لديها إلكترونيا، وهذا ما حصل تحديدا لهذا القطاع في السوق الأوروبية التي شابهت ظروفها السابقة ظروف السوق المحلي، مما أجبر العديد من مستويات التجار على تكثيف حملاتهم التسويقية والترويجية عبر الإنترنت، وهو ما ساهم في تحريك عمليات البيع بشكل تدريجي.