فيما تقترب القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبي، من محاصرة وطرد المتطرفين الدواعش في آخر معقل لهم بشمال إفريقيا، والمتمركزين في مدينة سرت الساحلية، بعد نحو 3 أشهر من انطلاق عملية البنيان المرصوص، فضلا عن انحسارهم في الأراضي العراقية والسورية، هاجم مسلحون مؤخرا زورقا لمهاجرين قبالة سواحل ليبيا، وأسفر عن سقوط 4 قتلى على الأقل وفقدان 15 آخرين، بحسب منظمة ألمانية أنقذت المهاجرين. وبهذا الهجوم المسلح الأخير، تطفو مشكلة انعدام الأمن في ليبيا على السطح من جديد، الأمر الذي سينعكس على إعادة دوران عجلة تصدير النفط، المتعثر منذ فترة بسبب انعدام البيئة الآمنة التي يبحث عنها، فضلا عن هروب المستثمرين والعمالة، نتيجة فوضى انتشار السلاح وتصارع الفرقاء السياسيين فيما بينهم على إدارة الحكم في البلاد. التمسك بالسراج أعلنت مجموعة دول جوار ليبيا أخيرا، تمسكها باتفاق الصخيرات، الذي رعته الأممالمتحدة كإطار وحيد لحل الأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا، وذلك على خلفية سيطرة قوات حكومة الإنقاذ الوطني السابقة الأسبوع الماضي، على أهم المقرات الحكومية في مدينة طرابلس، مبطلة بذلك أي صلاحيات لحكومة الوفاق الوطني بقيادة رئيسها فائز السراج. والتزمت دول جوار ليبيا بالعمل من أجل تشجيع وإنجاح العملية السياسية، بقيادة رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا فائز السراج، وشددت على ضرورة بسط حكومة الوفاق سيطرتها على كامل التراب الليبي. قلق الجوار يرى خبراء في الساحة الإقليمية أن دول الجوار الليبي تشعر بأنها أقصيت من أي عملية سياسية أو محادثات بشأن الأوضاع الليبية، والتي تسعى لإيجاد حلول توافقية بين الفرقاء السياسيين، خصوصا أن تلك الدول هي المعنية بالأزمة المشتعلة في البلاد، بعد أن اكتوت بنيران الهجمات الإرهابية على حدودها من قبل الجماعات المسلحة المتطرفة، على غرار تونس والجزائر ومصر، والتي باتت حدودها القائمة مع ليبيا، خطرا يهدد أمنها القومي، فضلا عن نزوح الملايين من المدنيين الهاربين من ويلات فوضى السلاح وانعدام الأمن، إلى تلك البلدان المجاورة.