أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المشرف على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، الدكتور علي الغبان، أن موقع شاطئ العقير التاريخي، خارج ملف تسجيل "الأحساء" في لائحة التراث العالمي "يونيسكو"، رغم أن الملف احتوى على إشارة كبيرة للشاطئ، ودوره وأهميته من كافة الجوانب التاريخية والثقافية والحضارية، موضحاً أن الشاطئ سيشهد مشروعا تطويريا كبيرا مستقبلاً، وفيه العديد من المواقع الأثرية، وهناك إمكانية وسهولة لإدراجه في "اليونيسكو"لاحقاً، بجانب الطريق الرابط بين الشاطئ والواحة، والذي يعرف بطريق "الحرير". معقد ومثقل ذكر الغبان، خلال حديثه أمس في ورشة عمل بعنوان "ملف تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي اليونيسكو"، بتنظيم من فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء، أن الملف احتوى على نحو 12 موقعاً أثرياً وطبيعياً، وتراث عمراني وظواهر جيولوجية، من بينها: جواثى، وسوق هجر القديم، قصر إبراهيم، والقيصرية، وعيون وآبار مياه، وجبل القارة، وذلك في إطار جغرافي متسلسل ومحدد، يغلفه النطاق الجغرافي للواحة الزراعية، وأن الملف يجمع بين الجانبين الطبيعي والثقافي بمسمى "مناظر ثقافية"، لافتاً إلى أن الملف "معقد" و"مثقل"، وهذا يتطلب التعامل معه بمعايير وأساليب وإدارة كبيرة، وزيادة في عدد الشركاء المباشرين، مع التأكيد على العمود الفقري في ذلك وهو المجتمع المحلي، الذي هو القيادة والريادة وهو النقطة الأساسية في اليونيسكو.
بحيرة الأصفر أشار أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، خلال الورشة، إلى أن الأمانة، حرصت على الحفاظ على بحيرة "الأصفر"، كمعلم تاريخي، وتحويل قناة الصرف إلى "نهر" يغذى بالمياه المعالجة ثلاثياً، بجانب الحفاظ على المتنزه الوطني بمساحته الحقيقية، بما يدعم فوز الملف في اليونيسكو، مضيفاً أن الأمانة في دراساتها الحديثة، أوقفت الزحف العمراني على النطاق الزراعي، وعلاوة على ذلك إضافة 30% من الواحة للتمدد الزراعي خدمة لملف التسجيل في اليونيسكو.
تطوير إستراتيجي أبان مستشار الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مواقع التراث العالمي باليونسكو سايمون ريكا خلال الورشة، إلى أن الملف يراعي 3 نقاط رئيسية، وهي: متابعة التوسع العمراني، ومتابعة المشاريع العمرانية المؤثرة على تطور الواحة، والمصداقية المرئية بالنسبة للواحة عبر تنفيذ برج في وسط الواحة يؤيد ما جاء في الملف أمام الوفود والسائحين، مضيفاً أن تسجيل الأحساء يتطلب بعدها تطوير الإستراتيجية المستدامة للحفاظ على المشهد العام للواحة، وإيقاف عملية التطوير غير المناسبة، وإيجاد شبكات علمية وفنية على المستوى المحلي، مؤكداً أن الملف يجب أن يعرض الواحة من منظور تطور الواحة تاريخياً كمراحل زمنية متلاحقة. إشكالات مستقبليّة شدد الغبان على أن الهيئة تعمل على تلافي كثير من الإشكالات المستقبلية للتسجيل، والتي من أبرزها: الابتعاد عن النطاق السكني لصعوبة إدارتها في متطلبات اليونيسكو، بجانب عدم إضافة صعوبات مستقبلية أو أي أعباء مستقبلية جراء التوسع وتخطيط وتنمية وتطوير المدينة مستقبلاً، مؤكداً أن الأحساء نقطة قوية جداً على مستوى الوطن، ويجب الاستفادة منها تاريخياً كواحة على امتداد آلاف السنين، ومشاركتها الفاعلة على مر التاريخ، كذلك يجب أن يستفيد منها الوطن عالمياً، لاسيما وأن البلد تتجه للتنمية في شتى المجالات، إذ إن خطة المملكة اعتمدت التراث الثقافي مقوما اقتصاديا للتنمية، لذا يجب الاستفادة من الأحساء تراثياً وثقافياً واقتصادياً.