كشفت مصادر إعلامية أن قائد قوات الاحتياط، اللواء علي الجائفي، الذي قتل عقب تفجير الصالة الكبرى في صنعاء، السبت الماضي، كان تواصل مع قيادات نافذة في الشرعية، بعد تزايد الخلافات بينه وبين المخلوع، علي عبدالله صالح، مشيرة إلى أن الاتصالات بين الجانبين كانت بدأت قبل شهر، إذ شكا الجائفي استمرار التحالف مع جماعة الحوثيين الانقلابية، وأن بعض أصدقائه من قيادات الحرس الجمهوري التي اختارت الانحياز إلى الشرعية أقنعته بالانسلاخ من التمرد، مشيرة إلى أن تاريخه الوطني لا يسمح له بالعمل مع جماعة انقلابية. ومضت المصادر بالقول، إن الاتصالات بين الجانبين قطعت شوطا بعيدا، وبدأ الثوار في تدبير طريقة وصول الجائفي إلى معسكرات الشرعية، بعد أن صرح بأن مئات المقاتلين سيرافقونه. تنكر المخلوع لقادته وصف المركز الإعلامي في بيان على صفحته بموقع فيسبوك، الجائفي بأنه كان من أكثر الضباط قدرة وكفاءة، وأنه تعرض لخدعة من المخلوع، اختار بموجبها الوقوف إلى جانبه والتحالف مع جماعة الحوثيين، إلا أن خلافات نشأت بين الاثنين، بعد أن جاهر الجائفي برفضه تنفيذ التعليمات التي تصدرها لهم الميليشيات، بوصفهم قيادات عسكرية تلقت دورات عسكرية رفيعة، وتعلمت قواعد العسكرية على أصولها الصحيحة، فيما تفتقر الميليشيات إلى كل ذلك. ومضى المركز بالقول، إن الجائفي التقى صالح قبل فترة وشكا له تدخل الحوثيين في شؤونهم العسكرية، وإيقاف رواتب ضباط وجنود اللواء، وأكد أنه لن يستطيع ضمان ولائهم أو مواصلتهم العمل، إلا أن الأخير أحجم عن تقديم الدعم له، وطالبه بتوجيه جنوده بالقتال إلى جانب الحوثيين. ترتيب الخروج الآمن مضى المركز قائلا، إن الجائفي اتخذ قراره بعد تلك المقابلة بالانحياز إلى جانب القوات الموالية للشرعية، وشرع في إجراء اتصالات شخصية مع عناصر في المقاومة تربطه بهم علاقات صداقة قديمة، وأفصح عن رغبته في الانحياز إلى جانب الحكومة، وأن المقاومة الشعبية رحبت بتلك الخطوة، ووعدته بتوفير مخرج آمن له، لا سيما أنه كشف عن ترتيبات يجريها للخروج بمعية مئات الضباط والجنود، إلا أن تلك المعلومات وصلت إلى صالح، الذي تحرك سريعا وقرر تصفيته، ولم يجد أفضل من حادثة الصالة الكبرى، إذ أصيب الجائفي –حسبما يؤكد بعض أقاربه- إصابة طفيفة في رأسه وجرى إسعافه وعلاجه، إلا أن بعض العناصر التابعة للتمرد قامت باختطافه إلى مكان مجهول والتخلص منه، قبل أن تعيده جثة هامدة، وادّعت وجوده في مستشفى الموشكي، الذي نفى من جانبه أن يكون الجائفي دخله طلبا للإسعاف، وهو ما دعا أفراد عائلة القتيل إلى توجيه اعتذار رسمي لأسرة المستشفى.