كشفت وثيقة، اطلعت «الوطن» على نسخة منها، أن الهزائم الأخيرة باعتراف الحوثيين دفعتهم إلى محاولة السيطرة على قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح، الذي بدوره هدد بتصفية كل من يذعن لأوامر غيره. إلى ذلك فوض الرئيس الأميركي باراك أوباما البنتاجون بشن ضربات بصواريخ كروز ردا على محاولات فاشلة للاعتداء على المدمرة «مايسون». كشفت وثيقة حصلت "الوطن" على نسخة منها، اعترافا للانقلابيين بالهزيمة، سواء على الحدود أو في جبهات القتال بنهم وصرواح، وتكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وحدوث حالات هروب كبيرة من المعسكرات، مما دفع رئيس ما يسمى "المجلس السياسي"، صالح الصماد، إلى إصدار قرار بدمج الوحدات العسكرية، ومنها الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، علي عبدالله صالح، تحت قيادة العميد عبدالخالق الحوثي. ويعود تاريخ القرار إلى 8 أيام قبل تفجير صالة العزاء بصنعاء، وهو ما أثار غضب المخلوع، ودفعه إلى الانتقام ومواصلة عمليات الاغتيال، فيما رفض عدد من الضباط بالحرس الجمهوري الانصياع لقرارات الصماد، واعتبارها إذلالا لهم. وأضاف المصدر أن الخلافات وصلت بين الطرفين إلى ذروتها، وأن تفجير صالة العزاء، كان حلقة من سلسلة عمليات انتقامية، مشيرا إلى أن صالح كان يريد تعيين الأمين العام للمؤتمر الشعبي، ورئيس وفده في المفاوضات، عارف الزوكا في منصب رفيع، إلا أن الحوثيين لم يقبلوا بذلك، مشيرا إلى أن تأسيس المجلس السياسي همّش دور المخلوع وعناصره. تغيير الولاءات تابع المصدر بالقول، إن تجاوزات الحوثيين دفعت بعض الضباط إلى تغيير ولائهم للجماعة الانقلابية، فيما سارع آخرون وانضموا إلى صفوف المقاومة الشعبية، لذلك كلّف المخلوع عددا من الضباط الكبار بالحضور مع أمين العاصمة، عبدالقادر هلال إلى مكان العزاء، وتمت تصفيتهم جميعا، بعد أن أظهروا تذمرهم من التحالف مع الانقلابيين الحوثيين. وتابع المصدر، أن جماعة الحوثيين لم تعد تثق في صالح أو تأمن مكره، خاصة بعد التهديدات المتعددة التي أطلقها بحقهم، ومنها تصريحه في اجتماع سابق مع رئيس البرلمان المحلول، يحيى الراعي، وعدد من القيادات العسكرية والمدنية، حينما قال بلهجة غضب، إنه الذي صنع الحوثيين وأوصلهم إلى كرسي الحكم، وبمقدرته إعادتهم إلى صعدة جثثا هامدة، وهو ما تسبب في توسيع شقة الخلاف بين الجانبين. لذلك، حاولت الجماعة ضرب المخلوع في أكثر المواقع العسكرية التي يعول عليها، واستمالة قيادات بارزة في الحرس الجمهوري، وضمها إلى صفوفهم، بعد أن فشلوا في ضم مقاتلين جدد، بسبب رفض القبائل لمشروعهم. تصفية جسدية كشف مصدر مقرب من أسرة اللواء علي الجائفي الذي ترددت أنباء قوية بأنه تعرض للتصفية الجسدية بعد تفجير صالة العزاء، إذ كانت إصابته طفيفة، إلا أن الحوثيين سارعوا إلى قتله، وزعموا أنه توفي بسبب التفجير، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في حرص الانقلابيين على تصفيته، هو أنه كان يقف حجر عثرة في طريق انضمام عناصر الحرس الجمهوري الذي يرأسه، إلى الحوثيين. وأضاف أن معظم عائلة الجائفي تعرضوا إلى تهديدات من الحوثيين، بعدم التحدث لوسائل الإعلام الأجنبية عن ملابسات مقتله، كما وضعت منازلهم تحت المراقبة المستمرة، وتخضع أجهزة الهاتف الخاصة بهم للتنصت، وترصد كل تحركاتهم. واستدل المصدر على حديثه بأن قناة اليمن اليوم، التابعة للمخلوع، التقت الجائفي بعد إصابته، إلا أنه تم منع نشر ذلك اللقاء نهائيا، وبعد اللقاء تم اختطافه إلى جهة غير معلومة، ثم أعيدت جثته إلى المستشفى العسكري، وآثار القتل واضحة عليه ولا علاقة لها بتفجير الصالة.