في مدة لا تتجاوز ال10 دقائق سرد محمد نور إدريس، الموظف بالمراسم الملكية بمنطقة المدينةالمنورة، الشقيق الأكبر لقائد فريق الاتحاد، الدولي السابق حمزة إدريس، سيرة الأخير تواكباً مع مناسبة حفل اعتزاله اليوم. وتضمنت السيرة المسيرة الكروية لحمزة، والعقبات التي كادت تعطل مسيرته في مجال الكرة، والمحطة التي انطلق منها الأخير، من بدايته في نادي الحي الذي كان يقطن فيه، وصولاً لنادي أحد الذي سجله، ونهايته في حفل الاعتزال. يقول محمد نور إدريس "ولد أخي حمزة سعيد إدريس فلاتة، في بيتنا الواقع في أحد أحياء المدينةالمنورة القديمة يوم 9 أكتوبر 1972، ودرس عبر كل مراحل الدراسة حتى تخرج من الجامعة حاصلاً على درجة البكالوريوس في التربية الرياضية. وكانت بداية انتماء حمزة للمجال الكروي، نابعة من وسط عائلة كروية بحتة، بدءاً من الوالد الذي كان يتابع ويعشق نادي أحد الرياضي، الأمر الذي كان له الدور الفاعل في بروز موهبة أخي حمزة، التي نال بها استحسان الأندية التي لعب لها، وزيادة تألقه الفني، الذي ساعده على الوصول لمستويات مشرفة، واكبت تطلعات وطموح مدربي المنتخب السعودي". ويتابع محمد نور إدريس "كانت بداية أخي حمزة من فريق الحي الذي كنا نقطن فيه، وتحديداً من فريق طيبة، وهو أحد فرق الأحياء المعروفة بالمدينةالمنورة، حيث كانت مشاركاته مستمرة مع أفراد الحي، حتى استطاع بفضل الله الالتحاق والتسجيل لنادي أحد، وذلك بعد أن سعت إدارة الأخير جاهدةً لإقناعه باللعب لصالح الفريق، عوضاً عن الأنصار، نظراً لأني وباقي أشقائي عمر وبكر كنا نلعب لنادي الأنصار، وهو ما شكل لنا تعارضاً كبيراً مع حمزة، كواحد من عراقيل مسيرته الكروية، حول انتمائه للنادي الند، غير أن ذلك الاختلاف سرعان ما غاب مع تعاقب الأيام، واستمرار كل شخص مع النادي الذي يفضله وينتمي له، إضافةً للتحدي الكبير الذي كان يجابهه حمزة على وجه الخصوص، مع الوالد رحمه الله، في الكف عن لعب الكرة أو مرافقة النادي في معسكره خارج وداخل المدينة، وخصوصاً في مواسم الحج، وذلك لحاجته لنا آنذاك، في خدمة وإرشاد الحجيج، وذلك لكون الوالد من المعرفين لمجموعة كبيرة من ضيوف البيت الحرام، إلاَّ أن حمزة كان يسعى بطريقة أو بأخرى للخروج من المأزق والحصار الأبوي، حتى يواصل تعلقه وتألقه مع لاعبي النادي". ويكمل "لعل التاريخ الذي سيشهد لحمزة سابق عهده في الكرة السعودية بالعموم، وناديه الاتحاد بشكل خاص، هو اليوم الذي أرخ فيه عقد انتقاله من أحد لنادي الاتحاد، وهي الصفقة التي وصفها كثيرون من جماهير الأخير بأنها فاشلة، بسبب الإصابة التي لحقت بحمزة في تلك الآونة في العضلة الضامة، ما ألزمه فترة العلاج الرياضي، لما يقارب العام، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على نفسيته بشكل كبير، لابتعاده عن قائمة اللاعبين الأساسيين والبدلاء، إضافةً للهجوم الكبير الذي شنه عليه الإعلام الرياضي، وهو ما زاد جراحه ومأساته من ألم الإصابة، وصعب مهمة عودته لميدان اللعب، وهو الأمر الذي ضاعف من هوس تفكيره، في البحث عن مخرج لمأزقه، في كيفية العودة من جديد، لإقناع وإرضاء جماهير ناديه الاتحاد التي تعول على اللاعبين المنتمين له لتحقيق آمالها الكبيرة وطموحاتها العريضة. وكان حمزة مطالباً بتسجيل عدد كبير من الأهداف في اللقاءات التي يشارك فيها، لاسيما أنه من لاعبي الهجوم، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة الآمال، لدرجة أن النفسية التي كان يمر بها في ذلك الوقت، كانت تمنعه من الخروج من منزله للبقالة المجاورة له، لشراء ومطالعة الصحف اليومية، وهو ما دفع والدي رحمه الله ووالدتي، للسفر لمقر سكنه بجدة، والتخفيف من مصابه الذي كان يعاني منه، وتشجيعه على روح المواصلة والتحدي، لتجاوز الأزمة إلى أن حانت لحظة الفرج من الله، وبداية مشوار تألقه مع الاتحاد شيئاً فشيئاً، وتوالي حصد البطولات المحلية والمشاركات الخارجية مع فريقه، إلى أن وصل ومثل المنتخب السعودي بالمشاركة معه في مونديال 98م في فرنسا، إضافة للمشاركات الآسيوية والعربية، والتي كانت له ولزملائه المشاركين البصمة الكروية المشرفة".