مهنة التعليم مهنة من أجلِّ المهن، وهي مهنة تربوية قبل أن تكون تعليمية، فالتلاميذ يحتاجون إلى التربية الصالحة التي تتمثل في الآداب الإسلامية، ثم تحصيل العلم، إذ العلم بلا أدب لا يفيد حامله، فمن عَلِم فعليه أن يطبّق ما علمه؛ كما أن العلم الذي ليس له أثر نافع على صاحبه، فهو حِملٌ على كاهله قد يبوء بإثمه. والمعلم له دور كبير في النهوض بالمجتمع، فهو يربي ويعلم أجيالا تتبعها أجيال، فلا بد أن يكون محل تقدير وإجلال، فيُحفظُ جنابه، وتُحفظ له مهابته، من أن يتطاول عليه تلميذ، أو يسخر منه ساخر. ومن حِفظِ جناب المعلم أن تُحفظ حقوقه، ويُرفع من شأنه ومكانته، لئلا يتجرأ التلاميذ عليه، سخرية واستهزاء وتعديا. إن حق المعلم على تلامذته، أن يحترموه، ويتأدبوا معه، فلا يسخروا منه، ولا يُعيِّروه استحقارا واستهتارا، ومن كان هذا صنيعه منهم، فيجب تأديبه برفق وحب وعطف، فإن تأدب فقد حصل المقصود، وإن لم يتأدب يعاقب بما يستحقه. وأهمس في أذن كل تلميذ بأن المعلم محله التقدير والاحترام، وأنك قدِمت إلى المدرسة لتتعلم العلم، وقبله تتعلم الأدب، وفقك الله وأصلحك. إن المعلم الناجح يجتهد في تربية تلامذته، كما يتفانى في إيصال العلم إليهم بوسائل متعددة، يمزج قوةً في لين، وحزماً في تغاضٍ، وهو وسطٌ لا تسلُّطَ ولا إرخاء للحبل على الغارب، والمعلم الناجح يُدرب تلامذته للوصول إلى المعلومة بطريقة صحيحة إذا احتاجوا إليها، ويعطيهم قواعدَ تُسهل عليهم ذلك، كما يمنحهم الثقة الكافية في إبداء كل منهم رأيه، فيقوِّم المعوج، باعتدال ودون تشنج، هكذا هم المعلمون في بلادنا المباركة. إضاءة: أيها التلميذ: إن المعلم يحمل مشعل ضوء ينير لك الطريق، فاحفظ حقه، وقدِّره، كيف لا يكون منك ذلك، وفضله عليك كبيرٌ بأن علّمك علما نافعا، يفيدك في حياتك.