فيما واجهت المملكة، وما تزال، الاعتداءات السافرة والمتكررة من قبل الميليشيات الحوثية وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، والمتمثلة في إطلاق الصواريخ والمقذوفات العسكرية الإيرانية الصنع، على المناطق الجنوبية مثل عسير ونجران وجازان، والتي جلها تستهدف مدنيين ومناطق سكنية، يرى العديد من المراقبين للساحة الإقليمية، أن الدور الإيراني في المنطقة العربية، الذي تغلغل طيلة عقود عبر زرع الميليشيات الطائفية والإرهابية التابعة لها، مثل الحرس الثوري وحزب الله في عدد من العواصم العربية، قد فضح جميع المخططات وكشف زيف الشعارات الوهمية التي نادت بها طيلة عقود كمشروع المقاومة والممانعة وغيرهما. ويؤكد تلك الآراء، الحقائق المثبتة على الأرض، ففيما انحرفت بوصلة وكيل النظام الفارسي في لبنان "حزب الله" إلى القتال في صفوف نظام الأسد بسورية، بدلا من توجيه صواريخه العسكرية التي تفوق 100 ألف صاروخ -حسب تقديرات معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- إلى الأراضي المحتلة، يشن الوكيل الآخر لطهران في المنطقة، وهو الحوثي وحليفهم المخلوع صالح، هجماتهم وعدوانهم على أراضي المملكة بصواريخ إيران المهربة لهم عن طريق البحار، بتصاريح تجارة الأبقار والمعدات الزراعية. سجل أسود اعتداءات ميليشيا الحوثي على أراضي المملكة لم تكن وليدة العام ونصف العام منذ انطلاق عاصفة الحزم لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، بل امتدت منذ عام 2009، ، ومما يؤكد دعم طهران لهذه الميليشيات منذ زمن بعيد، إعلان السلطات اليمنية في ذات العام ضبط سفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين، الأمر الذي نفته طهران وتملصت منه، لكن عددا من رجال الدين الشيعة من بينهم مقتدى الصدر، أكد دعمه للحوثيين. ومنذ بدء عمليات عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية المنقلب عليها من قبل ميليشيات الحوثي، أطلقت الأخيرة عشرات الصواريخ الباليستية، وآلاف القذائف العسكرية العشوائية، على الأراضي الجنوبية للمملكة، مستهدفة بذلك البنى التحتية للمدن، والمناطق المأهولة بالسكان، والمستشفيات، والمدارس، فضلا عن سقوط عشرات الشهداء وإصابة المئات من الجرحى. توثيق اعتداءات المتمردين وثقت المملكة منذ عام 2015، اعتداءات ميليشيا الحوثي المتمردة، على حدودها الجنوبية بنحو عشرات الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، وآلاف المقذوفات العسكرية المتعددة الأحجام والخطورة، الأمر الذي يؤكد أن بوصلة ميليشيات إيران في المنطقة ضلت طريقها، واتجهت نحو تنفيذ المشروع الفارسي الهادف إلى التغلغل والسيطرة على المنطقة العربية قدر الإمكان، وهو ما أكدته صحيفة "الفاينانشيال تايمز" في تقرير لها سابق، بأن نصر الله وضع الحرب مع السعودية في مكانة أهم من القضية الأساسية للحزب، وهي الحرب ضد إسرائيل، في إشارة إلى تنفيذه حرب إيران في المنطقة بالوكالة. شبكة عالمية بحسب تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن منظمة حزب الله الإرهابية توظف المئات من الموالين لها بجوازات سفر أجنبية من السويد وكندا والنمسا، لتبني عمليات إرهابية في عدة مناطق حول العالم، منها أذربيجان، وتايلاند، وقبرص، وبلغاريا، فضلا عن عمليات الخطف في إفريقيا. واشار التقرير، إلى أن أجهزة المخابرات الأجنبية، لديها قلق كبير منذ سنين حول نشاطات الحزب المشبوهة في بلغاريا، التي تعد أكبر الأهداف لهجمات حزب الله وفيلق القدس، اللذين يعتبران من أهم وكلاء إيران في الساحة الإقليمية. مقارنة العدوان يقارن محللون بين عدد الاعتداءات ضد إسرائيل من قبل ميليشيا حزب الله الذي يحمل شعارات الممانعة والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وبين الاعتداءات التي تعرضت لها المملكة، ومازالت، من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة علنيا من طهران. فمنذ حرب عام 2006، لم يطلق حزب الله سوى بعض المقذوفات العسكرية والعبوات الناسفة على فترات متباعدة، وبين الفينة والأخرى تجاه الأراضي الإسرائيلية، والتي استهدفت عددا من الجنود الإسرائيليين وأوقعت إصابات محدودة في صفوفهم. ففي 28 يناير عام 2015، استهدفت مجموعة تابعة لحزب الله دورية عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية في مزارع شبعا نتج عنها مقتل 4 إسرائيليين، وتبادل لإطلاق النار بين الجانبين. وفي أكتوبر 2015، تبنى حزب الله عملية تفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا اللبنانية الحدودية، والتي أدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين بجروح متفاوتة. وفي 4 يناير 2016، استهدف حزب الله، دورية إسرائيلية بعبوة ناسفة، وترددت معلومات عن محاولة لخطف جنود إسرائيليين، وذلك ردا على اغتيال إسرائيل للقيادي في الحزب سمير القنطار في دمشق. غسيل الأموال لفت التقرير إلى أن مكتب التحريات الفيدرالي الأميركي، كشف أيضا عن شبكة عالمية يديرها حزب الله حوال العالم، تنشط في عمليات غسيل الأموال وتزوير العملات الأجنبية، كالدولار واليورو وغيرها، مضيفا "إن حزب الله متهم أيضا في ضلوعه بعمليات تهريب الأسلحة عبر شركة تصدير سلوفاكية وهمية إلى لبنان، من ضمنها أسلحة محمولة على الكتف، ومضادات للطائرات. ونصح التقرير، أوروبا والدول الغربية بالانتباه والترقب لكل نشاطات هذه المنظمة، والتي نشطت منذ 21 عاما في الأرجنتين، وعانت من إجرامه البلاد مدة طويلة، مؤكدا على أن أوروبا يجب أن تصنفه مجموعة إرهابية بلا تردد، حتى لا يتجرأ أكثر في إرهابه.