في وقت أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن المشاورات بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن وقف إطلاق النار ما زالت مستمرة، رغم فشل المجموعة الدولية لدعم سورية في إيجاد وسيلة لاستئنافه، قالت مصادر إن روسيا مازالت تعوِّل على تعاون استخباراتي مع الولاياتالمتحدة في سورية، وتؤكد على تمسكها بالاتفاقات المبرمة بين لافروف وكيري في جنيف، بينما أعلن قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية ، الجنرال جوزف دانفورد، أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع روسيا بشأن سورية لا يعتبر فكرة جيدة. ورغم ذلك، لا تزال موسكو تأمل بأن يتم الاعتراف بنجاح ما يسمى بالهدنة، التي لم تصمد لمدة أسبوع، وذلك من أجل تنفيذ خطوات سرية بين موسكو وواشنطن. ولكن ما تم تسريبه إلى الآن يؤكد أن الطرفين الروسي والأميركي لديهما نية للضغط على جميع الأطراف في داخل سورية وخارجها. وهو ما فسره مراقبون بأنه توزيع نفوذ في سورية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذا لا يرضي حلفاء الطرفين، ويثير شكوك المعارضة السورية. وقف الغارات الروسية أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، وقائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية جوزيف دانفورد، أن فكرة وقف الطلعات الجوية للطائرات العسكرية فوق سورية تخص روسيا وقوات نظام بشار الأسد، وليس الولاياتالمتحدة والتحالف، حيث ستتم مواصلة الحملة على تنظيم داعش. وجاء رد فعل موسكو على هذا المقترح على لسان نائب وزير الخارجية الروسى سيرجي ريابكوف الذي قال إن موسكو تعتبر الدعوات إلى فرض منطقة حظر جوي في سورية غير مقبولة بالمطلق. تصاعد وتيرة النزاع قال ريابكوف إن الأحاديث عن أن هذا الإجراء من شأنه أن يسهم في استقرار الوضع في سورية باطلة تماما، وإن فرض منطقة حظر جوي في سورية سيقود لا محالة إلى "تصاعد وتيرة النزاع". ووصف الدبلوماسي الروسي الخطة الأميركية لإنشاء منطقة حظر جوى ووقف غارات الطيران الروسي في عدة مناطق سورية بأنها باطلة وتثير تساؤلات. وفيما يتعلق بالهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية الأممية في سورية، والاتهامات المتبادلة بين موسكو من جانب وكل من موسكو ودمشق من جهة أخرى، أشار إلى أن العسكريين الأميركيين لا يمتلكون أدلة على تورط الروس في الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية قرب حلب، ولكنهم يعتقدون بأن موسكو هي المسؤولة عنه. ضرب حلب غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سورية أمس في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة في دمار هائل وسقوط قتلى، بعد ساعات من إعلان قوات النظام بدء هجوم في المنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "تأكد من مقتل العشرات جراء الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على بعض الأحياء. وكان المبعوث الأممي إلى سورية قد أشار إلى أن اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية الذي عقد على هامش تجمع الأممالمتحدة السنوي لزعماء العالم أمس في نيويورك كان طويلا وصعبا ومخيبا للآمال، مؤكدا أنه لم يتوصل إلى قرار ملموس بخصوص استئناف وقف إطلاق النار، فيما التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف أمس بهدف إعادة إرساء الهدنة. وثائق سرية قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الولاياتالمتحدة كشفت بعض الوثائق المتعلقة باتفاقها مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سورية، وذلك خلال اجتماع عقد أول من أمس، للمجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك، لمحاولة استعادة الاتفاق المتداعي. وتضم الوثائق السرية مطلبا رئيسيا بين روسيا وأميركا بتحديد قوائم بأسماء قادة جبهة النصرة، وإحداثات مواقع معسكرات تدريب جبهة النصرة، ومواقع تخزين الأسلحة ومراكز القيادة والسيطرة المتعلقة بالنصرة. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كشفت بعض الوثائق المتعلقة بأحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سورية، والذي تم التوصل إليه في جنيف بين موسكو وواشنطن في وقت مبكر من الشهر الجاري. وقالت الصحيفة "لكن وثائق أخرى بقيت سرية قيد الكتمان، ولم تعلن أميركا عنها شيئا".