أكد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة أن "القبيلة" ساهمت في بناء الوحدة الوطنية، وأن أبناء القبائل يعدون صمام الأمام بعد الله تعالى لهذه الوحدة. وتدخل آل زلفة مساء أول من أمس لتهدئة النقاش الساخن الذي دار بين بعض المواطنين بقاعة قس بن ساعدة بنادي نجران الأدبي أثناء إلقائه محاضرة بعنوان "القبيلة والوطنية"، بعد أن داخل أحد الحضور وتحدث عن القبائل وتصنيفها. مطالبا بالتوازن بين المواطنين القبليين وغير القبليين, وحينها قاطع رئيس النادي الأدبي بنجران صالح آل مريح تلك المداخلة، ورد بدلا من آل زلفة قائلا: إن هناك من يحاول أن يلبس آل زلفة شيئا لم يقصده، ويدخله إلى مدخل آخر لم يقصده، لذا يجب التنبه لذلك. ورد آل زلفة بالقول: إنه لم يتطرق إلى انقسامات القبيلة وتصنيفها لأن الإسلام ينبذ ويحارب ذلك والكل سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى. وأثارت محاضرة آل زلفة حديثا ساخنا بين الحضور والمثقفين الذين اكتظت بهم القاعة حيث تطرق إلى القبيلة والوطنية ودور القبائل في بناء الوحدة الوطنية وموقفها من الإصلاح. مؤكدا أن القبيلة هي أول مؤسسة سياسية قبل الإسلام ومازالت حتى يومنا هذا، وقال: شكلت القبيلة ما يشبه الدولة وانتقلت من دولة القبيلة إلى الدولة العصرية ولعبت دورا بارزا في الوحدة الوطنية وربطت علاقاتها، وأخذت كل قبيلة عاداتها وتقاليدها وأراضيها, وأقامت لها أسواقا مازالت إلى اليوم في جميع المناطق. مشيرا إلى أن أكثر القبائل دخلت في الوحدة الوطنية إيمانا منها بذلك ولم تدخل بالقوة، واستشهد بقبائل يام التي دخلت إيمانا منها ومن إرادتها بعد أن بين لهم مؤسس هذه الدولة وموحدها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه أن في الوحدة الوطنية حقنا لدماء المسلمين وجمعا للشتات وتوحيدا للكلمة, وقال: إن أبناء القبائل هم صمام الأمان بعد الله للوحدة الوطنية من خلال مواقعهم في الأمن وفي كل قطاعات الدولة، والقبيلة هي القوة الضاربة التي تضمن لهذه البلاد وحدتها. وأشار إلى أن وجود جامعة نجران هو إثراء للمعرفة وخروج من التقاليد والعادات التي لا تخدمنا للخروج إلى العلم الذي يخدم الوطنية ووحدتها. والمملكة احتفلت بمرور 80 عاما على وحدتها الوطنية قبل عدة أيام, وكانت نجران آخر وأجمل العقود الوطنية التي ضمت إلى الوحدة الوطنية, وقال: إن القبيلة أحيانا قد تشكل خطرا على أبنائها, واستشهد بعدة أمثلة منها: إذا كان هناك فنان تشكيلي في القبيلة أو ما شابه تجدهم ينظرون إليه نظرة خاطئة، وبعكس ذلك تجده شيئا جميلا على مستوى الوطن، يقدم شيئا لخدمة الوطن، وقال: إن ما يهدد الوحدة الوطنية هو (تعنصر) أبناء القبائل لقبائلهم ومناطقهم، لذلك واجب علينا أن نحارب وننبذ ذلك، وإذا ثبت ذلك فهو تهديد قوي للوحدة الوطنية وإضاعة لحق الناس على حساب الآخرين. وأضاف: أن رابطة المهنة أصبحت أكثر من رابطة القبيلة في هذا الزمان لجعل المجتمع مجتمعا واحدا متعايشا مع بعضه البعض, وبذلك يكون المجتمع مجتمعا متحولا ومثقفا. مبينا أن (تعنصر) القبائل لمنطقة أو لأبنائها أحد أسباب العزلة بين المجتمع السعودي، لذا يجب أن يعمل ابن الشمال مع ابن الجنوب والعكس في باقي مناطق المملكة مما يجعل الجميع يحتك بالقبائل الأخرى. وفي نهاية المحاضرة كرم النادي الأدبي الدكتور آل زلفة بدرع تذكاري والتقطت له الصور التذكارية مع الجمهور الذي حضر خصوصا من كبار السن والبعض الآخر لم يجد له مكانا بالقاعة, كما حياه الحضور بالتصفيق الحار. مطالبين النادي باستضافته بشكل دوري لما يتمتع به من فكر ثقافي عال.